تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مخللات جميلة... بملونات صناعية ضارة

أسواق
الأربعاء 20/2/2008
هند دمر حمودي

ليس من الغريب أن يصاب الإنسان في سورية بأمراض عصية على الشفاء في ظل الفورة الهائلة للأصباغ والملونات الصناعية التي باتت وسيلة بخسة الثمن يستخدمها كل تاجر يهوى المقامرة بأرواح الناس لتحقيق هامش ربح وفير

تاركا وراء ظهره هدايا قد تكون مسرطنة في كثير من الأوقات‏

وهذا يأتي على الرغم من توافر الملونات الطبيعية وبكثرة في أسواقنا المحلية ولكن على ما يبدو أن بعض الضمائر الميتة أصبحت اللاعب الوحيد في حلبة الأسواق هذه في ظل استمرار غفوة عين الرقابة في سبات عميق.‏‏

ولعل بعض محال المخللات بأنواعها المختلفة والتي باتت تنتشر بكثرة في أسواقنا خير دليل على إثبات صحة ما ذكر سابقا وهذا بالتأكيد لم يأت من فراغ فبجولة واحدة على بعض منها نستطيع وعلى وجه السرعة اكتشاف ذلك.‏‏

فعند ارتياد أي منها بداية لا خيار لديك إلا أن تقف مبهور البصر مشدوها بكل ما تراه عينيك ابتداء من الألوان المتعددة لهذه المخللات وكأنها منبثقة عن ألوان قوس قزح مرورا بالأنواع المختلفة المخللة كالفليفلة والخيار والباذنجان وحتى الجانرك وانتهاء بطريقة العرض لدرجة تشعر فيها أن ما يعرض مقتبساً عن نماذج للوحات فنية بارعة الجمال..‏‏

وعند الانتقال للحديث عن مصدر الألوان المتعددة التي صبغت بها هذه المخللات والتي أغلبها يميل إلى لون الشوندر يتبين لنا أنها ملونات صناعية تدحض رواية أصحاب المحلات بأنها ملونات طبيعية مصدرها مياه الشوندر المهروس والمسلوق مع اللفت وهنا يظن الكثيرون أن هذه المعلومات من بنات أفكارنا ومجرد كلمات على ورق وليس لها أي دليل من الصحة ولكن ما يثبت صحة ما قلناه سابقا إن هذا لم يغفل على وزارة الصحة التي أعلنت في أكثر من مناسبة ضرورة الابتعاد عن تناول مثل هذه الأنواع من المخللات المصبوغة بملونات صناعية لما تحمله من أمراض وأوبئة ولكن على ما يبدو أن المواطن وفي غمرة انشغالاته الحياتية لم يعد يميز بين ما هو ضار وما هو مفيد, وليتبقى أخيرا لدينا بدعة الحديث عن جنون الأسعار التي طالت المخللات أيضا, وبمقارنة بسيطة بين أسعار هذه المخللات بين مناطق مختلفة وخاصة بين الشعبية والراقية سنجد تفاوتاً واضحا في هذه الأسعار ولا نعرف هنا أيضا ما هو دور وزارة التموين في الحد من هذه التجاوزات والتي باتت تطبق وكما يقال على عينك يا تاجر..‏‏

وهذه قائمة ببعض الأسعار للمخللات التي تباع في إحدى المناطق الشعبية واخرى في احدى المناطق الراقية:‏‏

خيار مخلل 30-50 فليفلة مخللة 30-50 باذنجان 30-50 شوندر مخلل 25-45‏‏

بطاطا مخللة 30-50 ملفوف مخلل 25-45 جانرك 35-55 لفت مخلل 15-30ل.س للكيلو.‏‏

أما عند سؤالنا أصحاب المحال عن قصة القوارير التي نشاهدها دائما معروضة ومحفوظ فيها ما تشتهيه العين ويتلذذ به اللسان من عنب وموز وباذنجان وحتى التين كان الجواب بأنها للعرض فقط فهي غير صالحة للاستهلاك البشري لأنها محفوظة بمواد ضارة بالصحة وأولها الملونات الصناعية.. فحقا هنا ياللعجب!‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية