ترجيع المادة أو تبديلها مع أول إشارة تصدر من صاحب المحل,ولأن أصحاب تلك المحلات يتعاملون بشكل يومي مع عدد كبير من الموزعين لكثير من المواد ان كانت غذائية أو استهلاكية كالمحارم والمنظفات وما شابه ذلك,ولأن هؤلاء استطاعوا بناء علاقاتهم مع أصحاب المحلات على الثقة المتبادلة في توريد البضائع لهم,ولأن دخول موزع لمادة ما أصبح أمراً معتاداً,فإنه لم يخطر ببال أحد منهم أن هذا الموزع الجديد في عدة مناطق بمدينة دمشق ولدينا اسمه وعنوانه واسم الشركة قد نصب فخاً مستغلاً تلك الثقة المتبادلة والمتعارف عليها ما بين الباعة والموزعين وما هي إلا?? ساعات قليلة بدأ الباعة يتصلون معه ليأتي إليهم بالعرض المغري الذي يتضمن إعطاء هدايا مقابل استجرار كميات محددة بدأ يتهرب ويتذرع مستدراً عواطفهم فمرة يدعي أن عمه متوفى ومرة لديه ظرف طارئ (عائلي) ومرات يعد بأنه في الساعة كذا غداً سيكون عندهم ولكنه يخلف بالوعد,لأنه بالأساس بنى علاقته معهم على الكذب.
وعندما لجأ أصحاب المحلات إلى الشركة وبالاتصال مع الرقم المثبت على الفاتورة (النظامية) التي منحت لهم استغرب صاحب الشركة (صغر عقل هؤلاء) قائلاً: هل يعقل أن تقدم شركة عرضاً مغرياً إلى هذه الدرجة ولماذا لم تحاكموا الأمر أكثر,وقال: إن العرض الذي تقدمه الشركة لا يمكن أن يكون بهذا السخاء,(الموزع ادعى أنه مع كل 18 كغ من المادة التي يوزعها يحصل صاحب المحل على تلفزيون أو جهاز خليوي أو كمبيوتر..) وله أن يختار بين أي من تلك الهدايا..على حين أن صاحب الشركة قال إن العرض الذي نقدمه على كل 100 كغ يستجرها البائع من الشركة..
الغريب في الأمر أن صاحب الشركة الذي منح الموزع المذكور فواتير باسمه وسيارة جديدة موشاة بشعار الشركة وصوراً لمنتجه عليها مع الاسم الصريح والواضح يحمل المسؤولية الكاملة لأصحاب المحال,ولم يحاول أن يقول :ان موزعه أخطأ أو أساء لاسم الشركة,وانه سيتعامل مع الأمر بشكل ينصف أصحاب المحال وبالتالي يستعيد جزءاً من سمعة شركته التي أهدرها هذا الموزع,ان لم نقل ان الأمر تم بالاتفاق مع صاحب الشركة بهدف بيع أكبر كميات ممكنة من المنتج وبعدها ليبلطوا البحر.
وهنا قد نتساءل ما دور مديريات التجارة الداخلية والجهات المعنية وأيضاً غرف الصناعة والتجارة التي ترخص لأناس أفقدوا مهنة التجارة مصداقيتها وثقتها التي بناها التجار القدامى على مر السنين وكيف يسمح لموزع أوحتى صاحب شركة بأن يصول ويجول في السوق ويحتال على أصحاب المحلات دون أن يكون هناك جهة ما تردعه وتوقف إساءاته..?