وهل سنواجه خلال السنوات القليلة القادمة عجزاً كبيراً في تأمين المياه اللازمة لتغطية الاحتياجات المختلفة?
وهل ذلك عائد لمحدودية الموارد المائية من جهة وتوزعها الزماني غير المنتظم من جهة أخرى?
(الثورة) التقت مع الدكتور جميل فلوح مدير الموارد المائية في دمشق وريفها للحديث عن تلك الأزمة التي استحوذت اهتمام جلسة مجلس الوزراء الماضية.
أوضح فلوح أن الاحتياج المائي لمدينة دمشق للأغراض المنزلية والشرب والصناعة حاليا يبلغ وفقا لآخر التقديرات المعدة من قبل مؤسسة مياه دمشق بالتعاون مع شركة (لامايرا) الألمانية حوالى (595000م3/ يوم) و (217 مليون م3/سنة) أي ما يعادل (6,88م3/ثا).
وسوف تزداد هذه الاحتياجات مستقبلا لتصل إلى قيمة (798854م3/يوم في عام 2015) (291مليون م3/سنة أي ما يعادل 9,24 م3/ثا).
وتبلغ قيمة نسبة الهدر من الشبكات 20% من قيمة الكميات المنتجة.
أما بالنسبة لريف دمشق فإن الاحتياجات المائية اللازمة لأغراض الشرب تصل إلى 316646م3/يوم أي ما يعادل (115,5 مليون م3/سنة).
وبالرغم من أن كميات المياه المنتجة في المحافظة تصل إلى 390723م3/يوم أي ما يعادل 142,5 مليون م3/سنة فإن هذه الكميات لا تكفي لتغطية الاحتياجات المذكورة بسبب الهدر الكبير من الشبكة العامة والبالغ (156289م3/يوم) أي ما يعادل (57 مليون م3 /سنة) وهذا يرفع نسبة الهدر إلى أكثر من 40% ما يرفع نسبة العجز المائي من تغطية الاحتياجات المائية ليصل إلى 82327م3/يوم (30 مليون م3 /سنة) أي ما يعادل 26% من قيمة الاحتياجات الاجمالية لمياه الشرب أما بالنسبة للاحتياجات المستقبلية لريف دمشق فإنها سوف تتزايد لتبلغ (460000م3/يوم في عام 2015 أي ما يعادل (168 مليون م3/سنة) وفيما يخص احتياجات مياه الري لريف دمشق تحتاج المساحات المروية فيها إلى حوالي (900 مليون م3/سنة).
والاحتياجات المائية لأغراض الصناعة في محافظتي دمشق وريفها فتبلغ حوالى 30 مليون م3 /سنة بينما يتوقع أن تزداد هذه الاحتياجات في السنوات القليلة القادمة بشكل كبير إذ إن احتياجات مدينة عدرا الصناعية وحدها سوف تبلغ على المدى المنظور حوالى 50 مليون م3/سنة.
وحول المصادر المقترحة من وجهة نظر تلوح لتغطية العجز المائي على المدى البعيد يقول: نظراً لعدم كفاية الموارد المحلية لتغطية الاحتياجات المختلفة في محافظتي دمشق وريفها على المدى البعيد وخاصة مياه الشرب التي لها الأولوية بذلك فإن استجرار المياه من خارج الحوض يعتبر الحل الاستراتيجي لتأمين المياه اللازمة بعد عام 2015 مع تطبيق المبادئ الأساسية لإدارة الطلب ومعالجة الآثار البيئية الناجمة عن مشاريع نقل الموارد المائية من خارج الحوض ,وذكر فلوح أن هناك مصادر يمكن أن تغطي العجز المائي على المدى القريب والمتوسط من خلال فائض نبع عين الفيجة ونبع بردى والمياه الجوفية في المنطقة الشمالية الغربية من الحوض ومناطق ينابيع الحرمون بالإضافة إلى منطقة عرنة والقلمون والجزء المركزي من غوطة دمشق.
وحول أهم الإشكاليات والتحديات التي تواجه المسألة المائية في محافظتي دمشق وريفها يرى فلوح أنها تتمحور أولاً بمحدودية الموارد المائية وعدم كفايتها لتغطية الاحتياجات المائية المختلفة بسبب زيادة الطلب على المياه والعجز المائي الحاصل في الحوض بالإضافة إلى تزايد السكان والأنشطة المستهلكة للمياه بمعدلات كبيرة لاتسمح بتأمين المياه اللازمة لتغطية هذه النشاطات وتخلف طرق الري ومنظومات الري ومشكلة الإدارة غير الملائمة للموارد المائية ناهيك عن تلوث المياه الجوفية والسطحية في حوض بردى والأعوج بمياه الصرف الصحي والصرف الصناعي والملوثات الأخرى وهذا يحول بشكل كبير دون التوسع في استثمار المياه الجوفية لأغراض الشرب وعدم وجود الوعي الكافي لدى مستخدمي المياه.