وانطلاقاً من القواسم المشتركة ومن وحدة القضية القومية العربية انطلق في البدء الاتحاد النسائي العربي العام.وكان مقره الاساسي في القاهرة.
السيدة/بشرى كنفاني/:
-تحدثت في هذه المناسبة عن أهداف منظمة المرأة العربية والأعمال التي تقوم بها والصعوبات التي تكون أحياناً عائقاً في تحقيق بعض الأهداف .
-بداية اشارت إلى النساء الرائدات اللواتي عملن في مجال العمل النسوي في الاتحاد النسائي العربي العام كهدى شعراوي من مصر والسيدة عادلة الجزائري.
و السيدة/قمر شورى/ من سورية وما زالت على قيد الحياة وقد اختيرت كسيدة سورية متميزة على المستوى العربي ولها عطاءات كبيرة وكانت امينة سر الاتحاد النسائي العربي في الاربعينيات.والسيدة المرحومة /سعاد عبد الله/الرئيسة المؤسسة للاتحاد العام النسائي.
مرحلة شق الدرب:
- كانت مرحلة صعبة قدم فيها الاتحاد خدمات لها قيمتها وأحدث تغييراً في واقع المرأة العربية من الناحية الذهنية والفكرية وأحدث تحولات تركت بصماتها على حياة مجتمعاتنا ولكن لكي يحدث التطور المطلوب يجب أن نتحرك بسرعة للنهوض بواقع المرأة العربية من خلال التركيز على العمل الرسمي وعمل الهيئات الاهلية ولا بد ان تكون الدول مسؤولة سواء على المستوى القطري أو العربي العام.
ومن هنا بدأت بعض التحولات لعمل النسوة,التي بدأت بالمستوى العربي بإحداث منظمة المرأة العربية كهيئة عربية مرتبطة بالجامعة العربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي لها مهامها وأهدافها ومن مهامها التنسيق والتخطيط وجمع البيانات والتمثيل بالخارج ولا تقوم بتنفيذ المشاريع وإنما تقوم على ارساء الارضية العلمية لواقع المرأة العربية ووضع الافكار من منطلق علمي وتقوم الاقطار بتنفيذ تلك المشاريع.
-ويوجد توجه عربي تدريجي في الاقطار لإحداث هيئات رسمية تتولى العمل النسوي واقامة وزارات لشؤون المرأة وهيئات ومجالس لها.ولدينا في سورية الهيئة السورية لشؤون الأسرة.التي احدثت منذ سنوات.وغيرها من الهيئات في الاقطار الاخرى.
ما قدمته المنظمة:
وهنا بعض ما قدمته المنظمة للمرأة في/ايار وتشرين أول/2007-ففي مجال القانون توجد مجموعة قانونية ,خبراء يمثلون الاقطار العربية ,ويقومون بدراسة واقع التشريعات في تلك الاقطار والعمل على تطويرها .
-وأنجزت المنظمة أيضاً في تلك الفترة ما يسمى استراتيجية الشباب للنهوض بواقع المرأة الذين يعتبرون عماد المستقبل بالنسبة لقضية المرأة وقد أنجز ملتقيان واحد في سورية وهو ملتقى للشباب العربي والعمل الطوعي والملتقى الآخر كان بهدف تدريب الشباب العربي على أدوات البحث الميداني في مجال العلوم الاجتماعية.
-كما أولت اهتماماً كبيراً ببرامج النوع الاجتماعي (الجندر) وعملت على عقد دورات وإدخال برامج النوع الاجتماعي في المقررات الجامعية.وتدريب اساتذة الجامعة على ذلك,وباشرت المنظمة بطرح كتب اكاديمية تطرح مسألة النوع الاجتماعي وحالياً:يجرى العمل على المرحلة الأولى لإصدار ثلاثة كتب في النظرية السياسية وعلم اجتماع المؤسسات والتنمية السياسية للدراسات العليا,وتوجد مسائل لتكريم التفوق واعطاء جوائز وتقديم منح دراسية لمن يقوم بدراسات عن واقع المرأة,وخلال الشهور الماضية كان هناك أكثر من انجاز في مجال المرأة في بحوث التكنولوجيا.
مشكلة البيانات:
-وتشير د.كنفاني إلى مشكلة عدم وجود بيانات دقيقة عن الوطن العربي وهذه بحد ذاتها مشكلة وتقول:إنه يعوزنا احترام الارقام,لأنه لبناء خطة تنموية لابد من رقم دقيق وحرصنا ان تكون دقيقة ولكن لا أستطيع الجزم بأنها دقيقة لأن العاملين في المنظمة هم أنفسهم يستقون معلوماتهم من مصادر يشوبها عدم تقدير قيمة الرقم.
-ولهذا عملنا علمي نضع الخطط ونرسل إلى البلدان العربية وعليها التنفيذ ويمكن كل مانقوم به ان يبقى حبراً على ورق ولكن المسألة هي مسألة سيادية بأن لا تقبل الدولة ذلك ولا علاقة للمنظمة بها.وتعود لظروف كل بلد حيث يوجد تفاوت بالنمو نتيجة مشكلات اقتصادية وفكرية وسياسية..وتدفع للعمل به الهيئات النسوية العاملة في تلك الاقطار.
آفاق المستقبل:
ومن خلال عملي ومتابعتي للواقع النسوي العربي توصلت على المستوى الشخصي إلى خصائل لآفاق المستقبل وماذا نريد للمرأة العربية ويمكن القول:إن القواسم المشتركة كثيرة ولكن يقابلها اختلافات مرتكزة على العوامل الاقتصادية.فنحن أمة واحدة ولكن في واقعنا مسائل يجب فهمها والانطلاق منها بموضوعية حتى لو كانت سلبية.
فمثلاً لدينا بيئات قبلية ويقابلها الحضرية وكل لها مفاهيمها ونظرتها للمرأة,وهناك تباين بالارث الثقافي بين بلد وآخر بسبب التباعد الجغرافي والتجزئة التي نعيشها وهناك التباين بالعمل السياسي وتباين بالمفاهيم وبطبيعة النظر للمرأة.
حالياً في طبيعة النظر إلى الافق المستقبلي -ففي مسألة المساواة في سورية وصلنا لأن نقول (نريد المساواة) وسابقاً كان مستحيلاً,وهذه النقطة غير موجودة بكل الدول وعلى المستوى العربي توجد انجازات في مجال التعليم وعمل النساء وهي انتقادات بين بلد وآخر بجديتها مثل مشاركة المرأة السياسية ومدى جديتها,ولكن السؤال الأهم بالنسبة لعمل المرأة:هل عمل المرأة هو لتأمين الدخل أم لأنها عنصر فاعل في المجتمع وحيث يوجد تفاوت نسب في العمل ولا يوجد توافق بين النخب الفكرية على طبيعة دورها ولا سيما في العمل السياسي,ولنصل إلى مساواة فعلية يجب ان نلاحظ نواقصنا وإذا كنا بعيدين عن التوافق النخبوي فلن نحقق التوافق المجتمعي وهذه مهمة جهات التخطيط والجهات العاملة في مجال المرأة الرسمية والشعبية.
ولا بد من تطوير المفاهيم للنهوض بواقع المرأة العربية وجدوى ما تقوم فيه المنظمة يكمن في القدرة على تطويع ذلك ليتناسب مع حاجات وظروف كل بلد وهذا يتوقف على مسألة المرحلة لذلك فمسألة تطويع الأشياء المرحلية تقلل من جدوى ما تقوم به المنظمة وهذه مهمة جهات التخطيط ويكون الاقلاع بجناحين,الجناح الرسمي وآخر الشعبي الأهلي.