ومن هنا كان جميلاً أن تأخذ الندوة الوطنية الاحتفالية التي أقامها الاتحاد العام النسائي طابعاً حوارياً, وأن تكون ملتقى لنساء متميزات ونخب ثقافية علمية اجتماعية وعضوات مجلس الشعب وممثلي السفارات وباحثين وخبراء وعضوات الاتحاد النسائي لتجتمع الذاكرة وتحيي أسماء نساء سطعت أعمالهن وناضلن في كل المجالات.
فكانت الاحتفالية استذكاراً لكل امرأة عربية عملت وتعمل بجد لتثبت جدارتها, وفي البداية تحدثت الرفيقة شهناز فاكوش عضو القيادة القطرية للمنظمات الشعبية عن أهمية أن يتجدد الاحتفال بهذا اليوم مع إطلالة شهر شباط كل عام ليكون وقفة نسبية مع الذات للارتقاء بالمرأة العربية مبينة الدور التاريخي للعديد من الرموز النسائية العربية الرائعة من قبل الإسلام وحتى الآن..وإن دور المرأة لم يتغيب إلا بعد أن حل الاستعمار على أراضينا ومع ذلك فمن دمشق كانت الانطلاقة الأولى مظاهرة نسوية ضد الوالي العثماني وكان صوت المرأة حراً حيث لا صوت للمرأة.
وفي سورية كانت أول وزيرة عربية سورية في السبعينيات وهي اليوم تستعيد الذاكرة لتكون أول منصب تستلمه نائبة للجمهورية.
وقالت: المرأة في سورية يمكنها أداء دورها في كل المواقع السياسية والأدبية والاجتماعية والفنية, فهي موجودة في كل المحافل ونساؤنا حاضرات متميزات إلى جانب الرجل في الدستور وفي العمل.
وكانت الرفيقة فاكوش قد تركت حيزاً مهماً للتحية على المرأة الغزاوية في فلسطين لما تقدمه من تضحيات وتحية للمرأة في العراق ولبنان والجولان ولكل امرأة مناضلة في كل أصقاع الدنيا.
ومن جانبها قدمت السيدة سعاد بكور رئيسة الاتحاد النسائي العام ملخصاً أوضحت من خلاله كيف لاقى هذا اليوم النور بعد أن أقره المؤتمر التاسع لاتحاد البرلمانيين العرب الذي عقد في الجزائر عام .2000
وأكدت أنه يوم حافز للنهوض بواقع المرأة من خلال تحديد امكاناتها وقدراتها ومشكلاتها وما تطمح إليه, ومناسبة يتم من خلالها تقديم أوراق عمل من قبل باحثات متخصصات لمناقشتها والوصول إلى رؤية واضحة وأفكار نيرة.
وتحت عنوان: (نضال زمن.. كيان وطن) تحدثت السيدة هناء قدورة رئيسة مكتب العلاقات الخارجية في الاتحاد النسائي مبينة دور المرأة في مسيرة التنمية جنباً إلى جنب مع الرجل وفي كل الخنادق.
وهو ما أدركته المرأة العربية منذ الأزل, فهي تزرع الأرض وتسقيها وترعى الماشية وتضع الخبز واللبن, إضافة إلى مهامها المقدسة كأم وربة منزل وهي أيضاً مع الرجل في المعمل والمدرسة والمشفى, ورغم محاولات رجعية مختلفة لتغييبها عن المجتمع وشل حركتها, إلا أنها كسرت كل القيود لتكون اليوم مهندسة وطبيبة ومعلمة وإعلامية ومديرة وسفيرة ووزيرة, والأساس المتين لبناء الأسرة السليمة.