فالاختلاط بين الجنسين عيب أو حرام, لكن الانفتاح الذي تشهده مجتمعاتنا ساهم في تخطي هذه المعوقات ظاهرياً ولم تزل سلطة الثقافة الموروثة تحظى بكامل السيطرة, وسيطرتها لاتعني بأي حال امتناع الجنسين عن إقامة علاقات غير مشروعة بل على العكس من ذلك قد تكون ثقافة الممنوع هي الدافع الأقوى لخوض التجربة واكتشاف الآخر إما من خلال علاقة حب وإما من خلال الزواج( الاضطراري) إلا أن نسبة لابأس بها من المندفعين في مرحلة الشباب المبكرة قد ينتهون بعلاقاتهم إلى الزواج لتبدأ بعد شهور أو سنوات قليلة المشكلات, فما الذي يحدث بعد الزواج?
للوقوف على حقيقة ماطرحناه كانت لنا الوقفة التالية مع الاختصاصية النفسية إيمان أبو محمد التي قالت:
في حقيقة الأمر هما لايعرفان بأنهما كانا مدفوعين بمشاعر أشبه ماتكون بظرف طارىء حينما قررا الارتباط فالحب في مجتمعاتنا يشبه إلى حد كبير ( الا نفلونزا) ولعله من المناسب أيضاً أن يكون الاحتفال به في أجواء شتائية لكن اللقاح الخاص به غالباً لايعطى بمقياس, فإما أن تكون جرعة زائدة قد تجعل أحدهم أو إحداهن يتنكر لإنسانيته ويتخذ قراراً قطعياً بعدم خوض التجربة وإما أن تكون جرعة مخففة أو مشوهة تسبب بالوقوع في الفخ سريعاً وما يتطلبه هذا من اتخاذ قرارات مصيرية بتهور واندفاع, ولأن متطلبات أو شروط نجاح الحياة الزوجية تتعلق بمهارات التغلب على المعوقات التي تفرضها طبيعة العلاقة الأسرية فإن الحب وحده لايبقى على علاقة أو شراكة سوية, هذا بالإضافة إلى أن هذه المتطلبات ذاتها من شأنها إذا ما أسيء استخدامها من قبل أحد الزوجين أو كليهما أن تتكاتف مع عامل الزمن من أجل نهاية أسرع.
وتضيف الاختصاصية النفسية: للحب لدينا خصوصيات ومفارقات كثيرة منها تعدد الصور والوسائل التي يعمد إليها للتعبير عنه, ولأننا لانعني أهمية أن نتخلى عن نزعة الامتلاك في العلاقات الإنسانية إذا ما رغبنا في الإبقاء عليها فإن محاولة خنق الطرف الآخر أو اعتقاله بدوافع الغيرة والحراسة هي إحدى الوسائل التي قد يلجأ إليها المحبون, أما الوفاء المطلوب والوفاء مع سبق الإصرار فهو أحد متطلبات عملية اغتيال ما قد يتبقى منه بعد الزواج, من المؤكد أن هنالك فروقات بين الجنسين تتعلق بدرجة ونوع التشوه الذي يضفيه كلا الطرفين على العلاقة, فالرجل في مجتمعنا سريع الاشتعال وسريع الانطفاء