احتفت جميعها بعالم الطفولة وقدمت له فنونا عديدة حملته الى عوالم تفرحه كمتلق ثم مشارك فعال عبر ورش طفلية ومعارض وغيرها . حول المهرجان وجديده, فعالياته وآلياته الفنية كان لنا اللقاءات التالية, فتحدث الاستاذ /مأمون الفرخ/ مدير مسرح الطفل في سورية فقال: الاحتفال السنوي بمهرجان الطفل لا شك تظاهرة ايجابية وقد تميزت هذا العام عن بقية الدورات السابقة باقامة كرنفال ضم جميع الفعاليات الطفلية من كشافة الى طلائع البعث ودمى كبيرة متحركة مع سيارة مزينة وألعاب إضافة الى مشاركة ممثلين وفنانين مشاركين في الاعمال المسرحية الموجهة للطفل , كانت الانطلاقة من مسرح القباني الى السبع بحرات, شارع 29أيار في المحافظة ثم مسرح الحمراء, وقد شارك 400 طفل مع اهاليهم , فكان بمثابة عرس طفلي ولفت الانظار كاعلان احتفالي طفولي قادم .
أما العروض في المهرجان تنوعت بأساليبها وتقنياتها فكانت من كبار للصغار ومن صغار للصغار,خيال الظل /مسرح عرائس/ والجديد هنا في هذه الدورة ان اغلب العروض كانت جديدة , كما انه تم التعاون مع الفرق الخاصة واشراكها بعديد من العروض بهدف رفع ادائها الفني, والجدير بالذكر هنا ان عروض المهرجان غطت غالبية المحافظات السورية.
وتأتي الانشطة الموازية للمهرجان على درجة عالية من الاهمية حيث كثرت الانشطة من معارض رسوم للأطفال وتنظيم ورش رسم ومعرض للكتب من ضمن اصدارات مديرية ثقافة الطفل, كما اتى بعد كل عرض مسرحي ندوة ناقشت الفكرة بمشاركة اساتذة متخصصين في علم النفس والاجتماع وخبراء موسيقيين كان منها /الطفولة ومسرح العرائس/,/الطفولة واللعب/ حيث حل ضيفاً على الندوة الحوارية الدكتور /أحمد برقاوي/,/استاذ في الفلسفة/ الطفولة والاحلام بحضور الفنانة وفاء الموصلي أما الندوات التخصصية كدور القز في تكوين شخصية الطفل/ حضرتها الباحثة الموسيقية/الهام ابو السعود/ .
وتابع مدير مسرح الطفل حديثه حوله سعي ادارة المهرجان الى توسيعه كي يشمل دولا عربية ضمن محاولة جادة لتبادل الخبرات الثقافية في هذا الاطار كما هو السعي الى توسيع نطاق المهرجان بموضوعاته وتظاهراته بهدف الوصول الى اجمل صيغة للتعامل مع الطفل والارتقاء به .
عن اهداف المهرجان اكد الفنان /مأمون/ قائلاً:
يبقى المهرجان خطوة باتجاه مستقبل طفل يتمكن من مواكبة الركب الحضاري لأن المسرح حاجة حقيقية يجب ان تتواجد في حياته, وعلى الدوام هناك اقتراحات كي يصبح المسرح مادة تدريسية ضمن المنهاج الدراسي لأنه النافذة للتخلص من العيوب والاغلاط.
والكثير من الامراض النفسية كالتأتأة مثلا او الخجل والخوف كما تمنحه الثقة بنفسه والتعبير عن نفسه بنفسه واذكر هنا ما قاله مارك توين : مسرح الطفل اعظم اختراع في القرن العشرين.
من جهته تحدث المخرج /عبد السلام بدوي/عن مهرجان مسرح الطفل الخامس وقد أخرج عرض /أحلام نجمة/ فقال: ليس بالضرورة ان يعرف الكبار اكثرمن الصغار , فعلى الطفل ان يعيش تجربته كي يتمكن من الابداع ودور الاهل هو الرقيب عن بعد هذا ما عالجته مسرحية /احلام نجمة/ وفيها توجيه للأهالي ان يتركوا فسحة لأحلام اطفالهم دون المصادرة او الرضا حتى يكون ذلك الطفل كائنا سليم التفكير , هذه فكرة النص, اما فكرة العرض وكون الطفل يحتاج الى الرؤية البصرية والمشهدية فقد اهتم العرض بالسينوغرافيا والضوء والحركة , والازياء وركز على مستوى الصورة والألوان والموسيقا, حتى يخلق الشعور للطفل منذ لحظة دخوله للمسرح انه داخل الى عالم لعبة, ومجمل هذه المعطيات تجسد هدف العمل في تعليم الطفل تكيفيه اللوحة الصحيحة والتذوق الجمالي..
/أسامة تيناوي/ أحد الممثلين المشاركين بأكثر من عرض في المهرجان تحدث عن آلية الأداء التمثيلي الموجه للطفل فقال: هناك ضرورة للجدية في العمل المسرحي الطفلي اكثر مما هو عند مسرح الكبار ,مثلا من خلال /حسن وحسنة/ حاولنا عدم ادخال الطفل على غير العادة في مجريات العرض فالتفاعل شيء واشراك الطفل شيء آخر, فمتى نتمكن من ايصال الفكرة, جربنا الزام الطفل بعدم التدخل وكانت التجربة ناجحة, وعملنا بهذه الآلية بقصد كي يتفهم الطفل.. كيف يحضر المسرح ويفهمه بهدف الترسيخ لتقاليد مسرحية ضرورية منذ الصغر رولا ذبيان/ ممثلة قامت بأدوار رئيسية ضمن عروض موجهة للطفل, فقدمت رؤيتها حول آلية التعامل مع تفكير الطفل وقالت: مشاركتي هذه و/حسن وحسنة/ هي الرابعة في مسرح كبار موجه للصغار وقد حملت المسرحية مقولة جديدة وبعد مناقشات طويلة حول ضرورة تقديم الفكرة الجديدة بعيدا عن آلية اللعب او التشارك معه وتعليمه من خلال أسلوبية اللعب أو التشارك معه, وتعليمه من خلال اسلوبية العرض احترام المسرح وحرفياته, وحتى لانزعجه بأحداث قاسية في العرض, فقد تضمن أداءات وسلوكيات وردود افعال طفلية تشبه ما يفعله الاطفال, إذ يتوجب علينا ادراك ان للطفل رؤيته وقد يلحظ دقائق تغيب عن اذهان الكبار مثلما حصل في العرض عندما ازعجته الشخصية المتعجرفة وسألته ماذا تفعل اجابها بقسوة وعندما تحولت تعاطف معها .