لم يكن التوجه العروبي مصادفة في شعر أحمد شرقي , أو حافظ ابراهيم شاعر النيل
, وإنما كان تجسيداً للهوية وتعبيراً عن الانتماء للثقافة العربية ووعياً مبكراً بوحدة المصير العربي من قبل ان تتبنى مصر الرسمية هذا الاتجاه.. واذا كان شعر شوقي قد اتسع لابداعه العظيم دفاعاً عن الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي.. فقد اتسع شعر حافظ - كمايقول د. جابر عصفور في مجلة العربي العدد الاخير وفي زاويته جمال العربية- للعديد من القضايا القومية العربية والمواقف التي عبرت عن الصدق في التلاقي بين الادباء والمفكرين والمبدعين العرب في القاهرة ودمشق وبيروت حيث كان يلقى من التكريم لشاعريته ما يفجر الدموع في عينه وهو الذي ارتجل هذين البيتين في مناسبة تكريم المجمع العلمي العربي له في دمشق ( مجمع اللغة العربية الآن):
شكرت جميل صنيعكم بدمعي ودمع العين مقياس الشعور
لاول مرة قد ذاق جفني على ما ذاقه دمع السرور
د. جابر عصفور يتوقف عند قصيدة حافظ ابراهيم ( سورية ومصر..)
وقد نشرت القصيدة سنة 1908 م بمناسبة الحفل الذي أقامه السوريون لتكريمه بفندق شبرد .. يقول حافظ ابراهيم:
- لمصر أم لربوع الشام تنتسب هنا العلا وهناك المجد والحسب
-ركنان للشرق لا زالت ربوعهما قلب الهلال عليها خافق يجب
- اذا ألمت بوادي نازلة باتت لها راسيات الشام تضطرب
- لو أخلص النيل والاردن ودهما تصافحت فيهما الاخوة والعشب
- فأين كان الشآميون كان لها عيش جديد وفضل ليس يحتجب
-هذي يدي عن بني مصر تصافحكم فصافحوها تصافح نفسها العرب