ويضيف بأنه لو لم تقم بلاده بغزو العراق عام 2003 لما ظهر هذا التنظيم المتطرف لاحقاً ولما حدثت كل هذه الفوضى (الخلاقة) التي أنتجتها أميركا عن سابق إصرار في الشرق الأوسط برمته.
ويقول جون كيرياكو المحقق الرفيع في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي والضابط السابق لشؤون مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إيه إن الكونغرس الأميركي يسلح تنظيم داعش الإرهابي من خلال تقديم الأسلحة إلى ما يسميها المعارضة المعتدلة في سورية.
وبعد عشرات الاعترافات والوثائق والصور والبيانات التي تؤكد تورط أميركا برعاية التنظيم ودعمه والتستر على جرائمه يسارع المسؤولون الأميركيون لإطلاق التصريحات الرنانة والطنانة حول مكافحة الإرهاب ومحاربة داعش وتجفيف منابع تمويله والضغط المزعوم على تركيا لإغلاق حدودها ومنع داعش من الحصول على ما تريد عبر الأراضي التركية.
والمفارقة الصارخة أن هؤلاء المسؤولين يتجاهلون أن إدارة بلادهم أطلقت العام الماضي برنامجا ضخما خصصت له دعاية كبيرة وأموالا طائلة تصل إلى500 مليون دولار لتدريب وتسليح الإرهابيين الذين يحلو لها تسميتهم بالمعارضة المعتدلة في الأردن وتركيا رغم أن برنامجها هذا تعرض لانتكاسة كبيرة مع مقتل بعض من أرسلتهم في الدفعة الأولى إلى سورية وعودة آخرين إلى أحضان داعش الإرهابي.
وهذا الكلام اعترف به الضابط السابق المشار إليه بقوله إن هؤلاء لا ينفعون وتقديمنا الدعم لهم لم يسهم سوى في زيادة الوضع سوءا فأغلب الأسلحة الأميركية التي أرسلت إليهم وجدت طريقها إلى أيدي داعش ، ناهيك عن أن الكونغرس يدفع الأموال لتسليح تنظيم داعش الذي وصلت إلى عناصره المعدات العسكرية الأميركية الحديثة والمتطورة واستخدمه، وطالب بلاده أن تبقى بعيدة بدلا من تحويل الأمور إلى الأسوأ من خلال تدخلها في شؤون سورية لافتا إلى أن محاولاتها وسعيها لدعم فكرة وجود معارضة ليبرالية وديمقراطية ومحبة للسلام وتقديمها كبديل للحكومة هو مجرد هراء.
وفي تأكيد لما سبق يتساءل الكاتب ريتشارد هال في مقال تحت عنوان (عام على القصف الأميركي لداعش) ما الذي تحقق؟ ويؤكد في مقاله الذي نشرته صحيفة غلوبل بوست أن العملية التي تُشن ضد تنظيم داعش لم تكن للقضاء عليه كما يزعم المسؤولون الأميركيون بحدوث تقدم بطيء وثابت في الحرب ضد التنظيم وأنه جرت استعادة معظم الأراضي في شمال ووسط العراق.
ويضيف الكاتب أن مركز أبحاث أي إتس إس ومقره في المملكة المتحدة أشار إلى أن التنظيم لم يفقد إلا ما يقرب 10 في المئة من مناطق سيطرته في الأشهر الستة الأولى من عام 2015، ولكن المشكلة في تقديرات الولايات المتحدة هي أن قدرة التنظيم لم تتحلل بشكل ملحوظ نتيجة لذلك ، وكأن الأمر يشبه الضغط على البالون حيث يمكنك الضغط على جزء واحد فقط ولكنه يزيد الضغط في مناطق أخرى وهناك أيضاً مؤشرات قوية بأن أعداد المقاتلين التابعين له لم تتضاءل بسبب تسهيل الولايات المتحدة لعناصره تسللهم إلى سورية والعراق وليبيا لنشر الفوضى الهدامة التي خططت لها.
ولخلق الفوضى المشار إليها اخترعت الولايات المتحدة كذبة مساعدة الشعب السوري التي تم على أساسها وتحت عباءتها تشكيل داعش الإرهابي وأخواتها ودعمها بالمال والسلاح ووسائل الإعلام وتشكيل ديكورات سياسية لها، وبذريعة أصدقاء سورية تم إعلان تحالف لمتابعة محاربة الإرهاب المزعوم مع أن الأمر لم يتعد رعايته باسم محاربة التنظيمات الإرهابية ومكافحتها .
ورغم كل المطالب الدولية بتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بمكافحة الإرهاب لا تزال أميركا تصر على تقديم مزيد من الدعم لهذه التنظيمات الإرهابية متجاهلة مئات الوقائع والحقائق والوثائق التي تفضح تمويلها لداعش ولم تقم بأي أفعال ملموسة لحظر ممارسة التجارة معه أو معاقبة الجهات التي تتستر عليه وتدعمه كتركيا وقطر والسعودية وبقية الأدوات في المنطقة.