ربما تدرك بنت الخامسة والعشرين أنه ليس كل الرجال نسخة عن والدها لكنها لاتستطيع المغامرة بمستقبلها, وطبعاً ليس الحديث عن الخيانة الزوجية أمراً جديداً فهو دائماً كان موجوداً بشكل أو بآخر, إلا أنه الآن أكثر شيوعاً وبمفاهيم ونظريات مختلفة عما كانت سائدة رغم أن المجتمع اعتاد أن يوجه أصابع الاتهام إلى الرجل في هذه المسألة تحديداً.
من المسؤول عن حدوثها
فما التغيرات والمشاهدات التي طرأت على الحياة الاجتماعية حيال هذا الموضوع? ومن يخون أكثر الرجل أم المرأة ?من المسؤول عن حدوث الخيانة ولماذا?.
تحاورنا في هذه النقاط مع الدكتور طلال مصطفى أستاذ في قسم علم الاجتماع فتحدث قائلاً: لا بد أن نذكر أن الحياة الزوجية لها جوانب متعددة, منها: الجانب العاطفي والوجداني, والجانب السلوكي والجسدي, وجميع هذه الجوانب تشكل منظومة متكاملة لبناء أسرة زوجية, ولكن الواقع يحمل متغيرات متعددة, منها ما هو ذاتي يتعلق بطبيعة وسلوك الزوجين ومنها ما هو مجتمعي مثل المتغيرات التي تؤثر على الحياة الزوجية وتخلق المشكلات كتدخل أطراف خارجية.
ومن الأسباب التي تدفع للخيانة الركود والملل في الحياة الزوجية حيث يعتقد أحد الزوجين أن مهمته تربية الأولاد والاهتمام بشؤونهم فقط وخاصة الزوجة ويكون ذلك مع إهمال للعلاقة الزوجية, وأيضاً هناك أسباب تتعلق بالتغيرات الفيزيولوجية كأن تشعر الزوجة بأنها غير مرغوبة لدى زوجها وأنها كبرت بسبب الانجاب المتكرر. هذه الحالات إذا استمرت لفترات طويلة تدفع الزوج للبحث عن علاقات جنسية خارج المنزل.
وهناك أسباب قد تكون الزوجة هي المقصرة بحق نفسها فتهمل منظرها وشكلها وتركز على الاهتمام بالمنزل, يرافق ذلك إهمال للحياة الجنسية.
متغيرات اقتصادية
جميع الأسباب السابقة تدفع للخيانة الزوجية لكن المسؤولية في حال وقوع ذلك هي مشتركة للاثنين معاً لأن هناك عوامل ومتغيرات كثيرة ويمكن أن تصنف ضمن المسببات للخيانة يجب ذكرها وتؤكد مسؤولية الطرفين فمثلاً سلوك وتصرفات, الرجل داخل المنزل وعدم اهتمامه بزوجته كأنثى تدفعها للبحث عن علاقات جنسية خارج المنزل.
أيضاً متغيرات الحياة الاقتصادية التي دفعت الرجل للعمل لفترات طويلة وغيابه عن المنزل وبالتالي تقصيره في علاقته الجنسية مع زوجته قد يدفعها للخيانة وبالمقابل هناك زوجات يبحثن عن حياة فيها نوع من الترف والبذخ أو الاستهلاك الزائد لما تفرضه موضة العصر ولا يستطعن تأمين ذلك عن طريق الزوج, ما يدفعهن للسير في طريق الخيانة.
المراهقة
ومن الأشياء المهمة التي يجب عدم إغفالها مسألة المراهقة المتأخرة التي تطرأ على الزوجين في حالة الزواج المبكر وخاصة الزوجة حيث تشعر بميول ورغبات مختلفة عما كانت هي عليه أو اعتاد عليها زوجها وهذه التغيرات تخلق مشكلات فيها الكثير من الشك وقد تؤدي للخيانة بالفعل.
الأطفال هم الأكثر تأثراً
مع التأكيد أن الخيانة الزوجية ظاهرة موجودة في كل المجتمعات ومن ضمنها مجتمعنا رغم الرادع الديني والاجتماعي إلا أن آثارها السلبية تظهر على الأطفال بالدرجة الأولى, وعن ذلك أجابنا الدكتور طلال قائلا: الخيانة بطبيعة المجتمع وبالعادات هي غير مقبولة لكنها مرفوضة بالمطلق إذا كانت من قبل الزوجة وتكون نهايتها الطلاق, وبالتالي نحن نعلم الآثار السلبية التي تترتب على حالات الطلاق من تشتت للأطفال وضياع لمستقبلهم.
وإذا لم يحدث الطلاق فإن الآثار السلبية موجودة بسبب انعدام الثقة بين الزوجين وهذا يترسخ في ذهن الأطفال وتكون له نتائج في المستقبل تتعلق بالسلوك, فمنهم من سيمارس الخيانة في المستقبل ونحن نسمع بالمثل الشعبي (فلان طالع لأبوه وفلانة تشبه أمها) وطبعاً هذا لا يعني أن الخيانة تنتقل بالمورثات بل هو سلوك ينتقل بالتربية.
وهذا السلوك يمكن أن يعطي ردود فعل عكسية حيث يصبح لهؤلاء الأولاد حالة لا شعورية بعدم الثقة بالجنس الآخر وقد يحدث للفتاة أو الشاب رفض كامل للزواج والارتباط.
مشاهدات
حاولنا أن نستطلع رأي الشارع في مسألة الخيانة الزوجية وتشكلت لدينا مجموعة من الآراء ومنها كما ذكرها الأشخاص الذين سألناهم: الخيانة هي خيانة سواء للرجل أم المرأة لأن النتائج على الأسرة هي ذاتها, الخيانة تكون واضحة عند الرجل أكثر من المرأة بحكم التقاليد وطبيعة المجتمع.
وهناك رأي يقول: مهما كانت المبررات والدوافع يجب ألا تحدث الخيانة لأنه دائماً هناك حلول ومصارحة وحوار يجب أن يكون بين الزوجين.
ومن الآراء أيضاً: الرجل لا يقبل خيانة المرأة في حين المرأة تتغاضى عن خيانة الرجل.
وهناك من أشار أن المرأة تبحث عن شخص آخر من أجل المال والجنس والفارق العمري وارتفاع نسبة الطلاق في السنوات الأخيرة سببه الحرية الزائدة التي استخدمها البعض بشكل خاطئ.