فهذا الإرهاب الصهيوني عاود من جديد اليوم ليطول الداخل اليهودي وكان هدفه أحد أكبر المؤرخين المتخصصين في إسرائيل في مجال الدراسات الفاشية البروفسور زائيف هيل وهو من أبرز الناشطين في حركة السلام الآن الإسرائيلية والاستاذ في الجامعة العبرية الذي سبق له أن عمل كقائد في مشاة لواء (جولاني ) الإسرائيلي وشارك في حروب 1967 و1973و 1982, ثم انضم منذ سنوات إلى حركة السلام الآن وهي الحركة التي لا تجد في إسرائيل الدعم والمساندة بسبب الطبيعة المتطرفة والتوجهات العنصرية للكيان الصهيوني
هذا الكيان الذي أصبح يمر منذ فترة بمرحلة مهمة لتبني المفاهيم الليكودية كأساس للانتماء وبلورة الهوية اليهودية الإسرائيلية, ولعل خطورة حركة السلام الآن تمثل في هذه المرحلة بوجودها داخل إسرائيل وقيامها بكشف خفايا وتوجهات تلك الهوية والمفاهيم الليكودية الجديدة أولاً وثانياً لنجاح هذه الحركة رغم صغرها وصغر حجمها داخل إسرائيل من التحول إلى حركة خارج حدود إسرائيل وتزايد أعمالها وأنشطتها ولاسميا في الآونة الأخيرة بين أوساط اليهود الأوروبيين والأميركيين على حد سواء لفضح زيف أهداف تحول إسرائيل إلى دولة يهودية وفقاً للتعاليم الليكودية الجديدة التي تعصف بإسرائيل مذ عام تقريباً وكذلك لظهور فروع لحركة السلام الإسرائيلية داخل الولايات المتحدة وكندا وغرب أوروبا والتفاف المزيد من الأوساط المتعلمة اليهودية حولها ثالثاً ما يعني أنها كما يقول محللون إسرائيليون بدأت تشكل لوبياً إسرائيلياً يتمتع بأرضية مهمة من القطاعات الإسرائيلية واليهودية داخل إسرائيل وخارجها يعمل كمنافس رئيس لمنظمة الآيباك اليهودية الصهيونية المتطرفة, وبالتالي لإحداث انقسامات مؤثرة ومهمة داخل اليهود الأميركيين بالذات على النحو الذي يمكن أن ينشر معه الآيباك رأياً عاماً يهودياً جديداً داخل الولايات المتحدة مغايراً في توجهاته وقراراته لطبيعة الصراع العربي- الصهيوني بشكل عام ولطبيعة التبني القائم الأميركي لإسرائيل على هذا النحو الخطر والمكلف جداً للطرف الأميركي.
إن مثل هذا التنامي لحركة السلام الآن الإسرائيلية كان دافعاً لمنظمة الآيباك المتطرفة أن تبادر إلى التصدي لهذا الخطر القادم عليها , وقد طالبت مراراً الإسرائيليين على مستوى مواقعهم بضرورة القضاء على هذه الحركة وعدم الاستهانة بقدراتها رغم حجمها الصغير داخل الوسط الإسرائيلي.
كما أن منظمة الإيباك الصهيونية المتطرفة وصلت إلى قناعة أن حركة السلام الإسرائيلية الآن تمثل اليوم خطراً حقيقياً على اللوبيات داخل إسرائيل وفي الوسط الأوروبي بصورة خاصة بفضل معظم أعضائها الأكاديميين المثقفين وهذا بالتأكيد سيلحق الأذى بأنشطة تلك اللوبيات اليهودية ومخططاتها في الوسطين الأوروبي والأمريكي في الاستمرار بالعمل بمسلسل تضليل الرأي العام الغربي والأمريكي ما دامت حركة السلام الآن تقوم بكشف وتوضيح الحقائق الأصلية للمخططات الصهيونية العدوانية والحاقدة.
ونتيجة لذلك جاء رد منظمة الآيباك على حركة السلام الآن الإسرائيلية سريعاً في محاولة اغتيالها البروفسور شيرن هيل الذي يعتبر من أبرز المؤرخين العالميين المختصين في مجال الفاشية وأحد أكبر الكتاب الإسرائيليين في هذا المجال في صحيفة هآرتس الإسرائيلية وجاءت تلك المحاولة الشهر الماضي نتيجة لتنسيق مشترك مابين الجماعات اليمينية اليهودية المتطرفة ومابين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ومنظمة الآيباك للتخلص من البروفسور شتيرن هيل وأمثاله كي لايقفوا حجر عثرة أمام إنجاز المشروع الصهيوني للسيطرة لا على مقدرات الشرقين الأدنى والأوسط فحسب بل وأيضاً على أمريكا نفسها بجميع مفاصلها من البيت الأبيض وحتى الشارع الأمريكي عموماً.
إنها العقلية الفاشية التي يتبناها قادة الحركة الصهيونية منذ تأسيسها في مطلع القرن الماضي في الساحة الأوروبية وهي عقلية عبرت بوضوح عن عقيدة الإرهاب ضد كل من يعارض مشاريعها وأفكارها وخططها وبناء على ذلك عمل أصحاب ذاك المشروع على تأمين ساحة الدعم والتأييد لهم في عموم دول الغرب بعد أن استولوا على مفاصل القرار فيه وبدوله كي يكونوا في خدمتهم وخدمة مشروعهم الارهابي العدواني, والتاريخ الصهيوني منذ أكثر, من نصف قرن يشهد على الآثار التي نتجت عن ممارستهم للإرهاب وعن قتلهم عشرات الذين حاولوا التصدي لهم من مسؤولين دوليين إلى يهود من بني جلدتهم حيث كان آخر مسلسل لهم قتلهم اسحق رابين الذي أقرّ بالحق السوري على كامل الجولان وهاهو الفريق الصهيوني يكرر نفس الموقف بحق يهودي آخر هو البروفسور شتيرن هيل الذي ظهر كي يفضح زيف وادعاءات ذاك الفريق الإرهابي في الحركة الصهيونية وهي بالطبع محاولة لن تكون الأخيرة في ذاك المسلسل الشيطاني لرواد الحركة الصهيونية داخل إسرائيل وخارجها بل كما يقول شتيرن نفسه إننا علينا أن نتوقع بأن يتم اغتيال المزيد من زعماء حرمة السلام الآن في إسرائيل وكل التوقعات تشير إلى أن الاغتيالات والاستهدافات القادمة لمنظمة الايباك والأجهزة الأمنية الصهيونية سيتم تحميل مسؤوليتها ماأمكن لعناصر عربية أو إسلامية أو لحركات إسلامية متطرفة.