أرتادُ أغنيتي
كسِكّيرٍ على الطّرقاتِ
لا ينتابُني
إلاّ خلاصةُ وهمِهِ اليوميّ
حينَ يراوغُ الأيّامَ في دورانِها
ويموجُ كالأشجارِ من ريحِ الغوايةِ
نازفاً آهاتِهِ كالنّايِ
يشدو مالِئاً قصبَ الحنينِ
مُقلّداً شدْويْ
أرتاحُ إذْ يرتاحُ من إغفائِهِ
وألمُّ عنه الذّكرياتِ
كأنّه ارتجلَ الأنينَ على مدى عينيهِ وهو ينامُ
مُضطجعاً على أحلامهِ العرجاءِ كالمسكينِ
تعروهُ السّكينةُ من أقلِّ الدّفء
إذْ ينساهُ باقي البردِ
كالأيقونةِ الخرساءِ في بهويْ
كالوهمِ يعتمرُ الأماني
ساهِماً في شهوةِ الأنهارِ
حينَ تصبُّ في مرآةِ نجمتِهِ
فيمشيْ
مُسْتدِلاًّ بي إلى صحرائِهِ
حيثُ المدى لا يحجبُ الصلواتِ
لا يرتاحُ فيهِ القلبُ منْ خصْبٍ
ولا يشتاقُ فيهِ الذّئبُ أن يعويْ
***
الصّوت الثّاني:
لا تعترفْ يا صاحبي
بمجازكَ العبثيّ للأشياءِ
أو لا تنْتبهْ
لسلالةِ الأحلامِ حينَ تنامُ في برّيةِ المعنى
وخَلِّ الشّعرَ عنكَ
إذا تلظّى روحُكَ المخمورُ بالأشواقِ
وارجعْ
ناذراً قلبَ الصّباباتِ الهزيلِ
لفتنةٍ سَكبتْ عليكَ زلالَها الأزليّ
فاشتعلَتْ بكَ الأيّامُ ما خبّاْتَ منْ ظمَأٍ
وما ستُميطُهُ الأيّامُ عنكَ إذا انتبهْتَ
وخَاتلِ الطّرقاتِ في إيحائِها الأبديّ
إمّا نحو خاتمةِ الأمورِ على مدارِ الوهمِ
أو نحويْ
في آخرِ العمْرِ
اعترِفْ لمشيئةٍ ما
أنّ ليلاً ما
يفتّشُ عن سماءٍ ما
تزفّ لكَ النّجومَ
وتشتهي قمراً لديكَ
وليسَ يَملِكُ أنْ يُطاوِلَ حُسْنَكَ العاليْ
فلا ينويْ