وقد كان يعلم في الوقت نفسه, أننا شعب لا نحب هذا النوع من الرياضة الصحية الفردية اليومية وليست عندنا هذه العادة, ولا هي في ثقافتنا!. ولكن أن يصل الأمر بإنسان مثل صديقه أحمد, أصيب بمرض في مفاصله, وقد وصف له الطبيب الرياضة كدواء وشفاء, ولا يلعب الرياضة, فهذا ما كان يثير أشد الاستغراب لديه بل قد استفزه وكأنه إهانة بل هذا ما أعياه عن الفهم أكثر من جهل الجاهل, وخاصةً أن صديقه أحمد هذا لا يزال يكرر على أذنيه: قال لي الطبيب لن يشفيك الدواء ولا الأطباء.. الرياضة وحدها التي ستشفيك!.
وقال لصديقه أحمد ذات مرة وهو يكتم غيظه الذي بدأ ينبق من عينيه: إن مالا نحب القيام به وخاصة إذا كان هو الدواء الحقيقي كما يقول طبيبك, علينا أن نلزم أنفسنا به. وسأل أحمد على الفور: كيف ذلك?!.. أنا لا أحب أن ألعب الرياضة فكيف سألزم نفسي بما لا أحب?!.
وأجابه الصديق: إذا لم نستطع أن نلزم أنفسنا بشكل مباشر, فعلينا أن نلزم أنفسنا بشكل غير مباشر. وازداد استغراب أحمد وهو يسأل وكيف ذلك?!. ويشرح الصديق الآن: تدخل غرفة النوم وتغلق الباب ثم تفتح النافذة وتنتظر حتى تدخل ذبابة. وعندها تغلق النافذة وتمسك خرقة وعصا وتبدأ في ملاحقة الذبابة داخل الغرفة وتحاول قتلها وانظر وقتها كم ستقفز هنا وهناك وعيناك عليها.. وتركض ذهاباً و إياباً.. على السرير وعلى الأرض وتلعب رياضة كما تشاء وتريد!. وهنا كانت النصيحة, فإذا كنت لا تحب الرياضة وتحب في الوقت نفسه أن تستفيد من فوائدها ومنافعها الكثيرة. ولم تجد وسيلة تلزم نفسك على ممارستها فما عليك إلا اتباع رياضة ملاحقة (الذبابة), من هذا الصديق الناصح!.