وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين المشاركين في المسيرات شرق مدينة غزة وجباليا شمال القطاع والبريج وسط وخان يونس ورفح جنوبه ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح والعشرات بحالات اختناق.
ووصل عدد الضحايا الفلسطينيين جراء قمع قوات الاحتلال مسيرات العودة وكسر الحصار منذ انطلاقتها في الـ30 من آذار 2018 إلى 308 شهداء إضافة إلى إصابة أكثر من 30 ألفا بجروح مختلفة وحالات اختناق بالغاز.
من جهة اخرى اصيب 3 شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة كفر قدوم الاسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 16 عاما والتي انطلقت تنديدا باقتحام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للحرم الابراهيمي في الخليل ،وافادت مصادر فلسطينية ان جنود الاحتلال حاولوا نصب كمين في منازل مهجورة وعند اكتشافه من قبل الشبان الفلسطينيين اطلق الجنود وابلا كثيفا من الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت ما ادى الى اصابة 3 فلسطينيين بجروح متفاوتة عولجوا ميدانيا من قبل طاقم الهلال الاحمر الفلسطيني ،واكدت المصادر على ان جنود الاحتلال بعد اكتشاف كمينهم لاحقوا الشبان بين المنازل السكنية ما ادى الى اندلاع مواجهات عنيفة تصدى خلالها الشبان للجنود بالحجارة واجبروهم على الهروب والانسحاب.
واظهرت صور نشرت في القرية ان جنود الاحتلال استخدموا طائرات من دون طيار خلال المواجهات لنقل صور وملاحقة الشبان خلال المواجهات التي اندلعت بالقرية وهي المرة الاولى التي يشاهد فيها جنود الاحتلال وهم يستخدمون هذه التقنيات ضد التظاهرات السلمية.
وكانت قوات الاحتلال ومنذ ساعات صباح امس قد نصبت حاجزا على مدخل البلدة واعاقت تحركات المواطنين والصحفيين واجبرت بعضهم على وضع بصماتهم على نماذج خاصة دون ابداء الاسباب.
الى ذلك هاجمت زوارق الاحتلال صباح امس مراكب الصيادين في عرض بحر قطاع غزة وأفادت مصادر فلسطينية أنّ زوارق الاحتلال فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه مراكب الصيادين في عرض بحر منطقة السودانية شمالي قطاع غزة ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
وعلى صعيد الاعتقالات التعسفية التي تقوم بها سلطات الاحتلال بشكل يومي شنّت قوات الاحتلال فجر امس حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في منازل المواطنين بالضفة الغربية المحتلة وأفادت مصادر محلية أنّ جيش الاحتلال اعتقل شابين، زعم أنهم مطلوبين لديه خلال حملة مداهمات بمناطق متفرقة من الضفة الغربية واقتاد جنود الاحتلال المعتقلين للاستجواب في منطقة مجهولة.
بنوازاة ذلك اعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الإعلان عن استقالة مبعوث الإدارة الأميركية إلى المنطقة جيسون غرينبلات، خطوة تعترف بحجم العقبات أمام صفقة الاميركية الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية والمسماة» صفقة» القرن» في ظل الرفض الفلسطيني المطلق للصفقة المشؤومة وتداعياتها، بما في ذلك مخرجات ورشة البحرين التآمرية اضافة الى تمسك إقليمي ودولي مناصر للقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة عاصمتها القدس.
ولفتت «الديمقراطية» الى إن استقالة غرينبلات، تؤكد للشعب الفلسطيني أن صموده في مواجهة صفقة ترامب - نتنياهو، لا بد أن يعطي ثماره ونتائجه الميدانية خاصة وأن تضارب تصريحات الإدارة الأميركية حول موعد الإعلان عن الشق السياسي للصفقة المشؤومة، يشكل علامة من علامات أزمة المشروع الأميركي - الإسرائيلي في المنطقة وعن الصعوبات التي يواجهها فلسطينياً واقليمياً ودولياً ، مجددة دعوتها إلى نقل التصدي ل»صفقة القرن» الى العمل الميداني، عبر عدم الاعتراف بكيان الاحتلال ومقاطعة البضائع الإسرائيلية.
بموازاة ذلك طالب المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المجتمع الدولي وجميع ذوي النيات الصادقة والإرادة الطيبة أن يعملوا من أجل رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة وقال في تصريحات صحفية لدى استقباله وفدا من منظمة حقوق الانسان في جنيف والذين توجهوا بعدئذ مباشرة إلى قطاع غزة ،ان أكثر من مليوني إنسان يعيشون في ظل حصار ظالم أدى إلى كثير من المآسي الإنسانية والاجتماعية في القطاع الذي أضحى بفعل الحصار أكبر سجن في العالم.
وأكد المطران حنا أنه لا يجوز أن تستمر هذه المأساة الإنسانية في قطاع غزة في ظل الأوضاع الكارثية التي يعاني منها فلسطينيو القطاع فضلا عن ذوي الاحتياجات الخاصة الذين فقدوا بعضاً من أعضائهم بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل ، منوها ان الحياة في قطاع غزة شبيهة بالكابوس؛ فالفقر والبؤس منتشر في كل مكان فضلا عن مظاهر الجوع وسوء التغذية، أما الأطفال فهم محرومون من ممارسة طفولتهم ، مشددا على أن ما يحدث في غزة في إطار الحصار والاعتداءات الإسرائيلية لا يمكن أن يستوعبه أو أن يقبله أي عقل بشري ، موجهاً مناشدته إلى جميع المنظمات والهيئات الدولية الحقوقية، بضرورة أن يلتفتوا إلى القطاع المحاصر.