فما جرى، لا يمكن حصره بعملية إعادة إصلاح محطة تحويل البوحمد 66/20 ووضعها بالخدمة، ولا بتأهيل خلية محولة وخلية خط ومد الكابلات من ساحة التوزيع إلى غرفة التحكم وصيانة المخارج بشكل كامل، ولا حتى بالخطة الكهربائية الخاصة القائمة على حرق مراحل العمل ووصل ليل الأعمال بنهاره وإنجاز المطلوب في غضون أسبوع بدلاً من أشهر وحتى عام والتي كانت تستغرقها مثل هذه الأعمال في الأحوال العادية ـ الطبيعية لا الحربية،
ما حدث داخل ريف محافظة الرقة المحرر من رجس المجموعات الإرهابية المسلحة، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن قصة النجاح «في أصعب الظروف الجوية والأمنية» على كتابة مقدمتها وصولاً إلى خاتمتها، ما كانت لتتم أو أن يكتب لها النجاح، لولا هذه الأسباب مجتمعة، مثبتين بها ومن خلالها أن التخطيط جماعي والتحرك جماعي والتنفيذ جماعي والنجاح جماعي أيضاً ومشترك من سائق الشاحنة والرافعة إلى عمال النقل والتركيب إلى المساعد الفني والمهندس الذين أنجزوا عملية الربط والتأهيل، وأكملوا عقد هذا التحرك تحت عنوان «روح الفريق الواحد وعلى قلب رجل واحد وعلى قدر أهل العزم».
ما كان لنا لتقطف ثمار هذا النجاح وتوزعها على أبناء ريف الرقة ومدارسها ومحطات ضخ مياهها ومراكزها الخدمية، لولا الخطوات الاستباقية في تأمين الكميات اللازمة والكافية من المعدات والتجهيزات ومن ثم الانتقال إلى رسم الخارطة الإستراتيجية العامة ومن بعدها المناطقية «لكل محافظة ومنطقة وبلدة وقرية»، وصولاً تشكيل فرق العمل الخاصة، بانتظار ساعة الصفر، التي دقت في العديد من جبهات العمل، وسمع صداها في جميع المحافظات.