وذكرت مصادر أهلية وإعلامية متطابقة أن «دفعة تعزيزات جديدة تضمنت 175 شاحنة تحمل أسلحة ومعدات لوجستية قادمة من شمال العراق دخلت إلى الأراضي السورية عبر معبر سيمالكا النهري مقدمة من واشنطن دعماً لميليشيا «قسد» بهدف تعزيز مواقعها في مناطق انتشارها في أرياف الحسكة ودير الزور والرقة.
وأدخلت القوات الأميركية في الـ 15 من الشهر الجاري قافلة من 150 شاحنة محملة بتعزيزات عسكرية ولوجستية عبر معبر سيمالكا النهري الذي يربط مناطق شمال العراق مع سورية لدعم ميليشيا (قسد) الانفصالية.
وفي سياق مخططها لتخريب وتفتيت المنطقة أدخلت القوات الأميركية منذ آذار الماضي أكثر من 3 آلاف شاحنة إلى الحسكة عبر المعابر غير الشرعية لتقديم الدعم العسكري والتقني واللوجستي لميليشيا «قسد» التي تصعد من ممارساتها القمعية والعدوانية ضد الأهالي عبر الاعتقال والقتل ومصادرة الأملاك وغيرها من السلوكيات الإرهابية ما دفع الأهالي خلال الأشهر الماضية إلى الخروج بتظاهرات تطالب برحيلها في أرياف منطقة الجزيرة.
هذا وتواصل ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركية عمليات التنكيل بالمدنيين والتضييق عليهم في مناطق انتشارها في الحسكة والرقة وريف دير الزور بحجج وذرائع واهية حيث طالت عمليات الاختطاف عددا من الشباب لسوقهم إلى صفوفها إضافة إلى ترحيل أسر هجرها إرهابيو «داعش» من مدينة الحسكة إلى مخيم العريشة وسط حالة من الفوضى وانعدام الأمن تسود مناطق انتشارها.
ففي ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه عشرات آلاف المدنيين جلهم من الأطفال والنساء في مخيم الهول الذي تتحكم به ميليشيا «قسد» ذكرت مصادر أهلية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أن امرأة وطفلا أصيبا بحروق جراء احتراق أربع خيم في القسم الثامن في المخيم ما يعكس واقع الخدمات وعوامل الأمان المعدومة فيه.
ولفتت المصادر إلى أن دوريات الميليشيا اختطفت شابين من مدينة الحسكة وساقتهما إلى التجنيد الإجباري بينما اختطفت ولأسباب مجهولة رئيس المجمع التربوي في تل براك بريف الحسكة الشمالي الشرقي.
الميليشيا الانفصالية تختلق الحجج والذرائع لتبرير اعتداءاتها وعنصريتها في تعاملها مع مكونات المجتمع المحلي وخاصة الشباب، وهي عنصرية تحاكي أسلوب داعمها الأميركي، وفي هذا الإطار أكدت المصادر أن دوريات من ميليشيا «قسد» والأسايش عمدوا إلى ترحيل 5 أسر تقيم في مدينة الحسكة إلى مخيم العريشة تنفيذا لحزمة قرارات وأوامر صارمة وضعتها الميليشيا لمنع العائلات من غير أبناء مدينة الحسكة من الإقامة فيها.
وفي ريف دير الزور أكدت مصادر محلية مقتل شخص جراء دهسه من قبل سيارة تابعة لميليشيا «قسد» في قرية الطاهات جنوب بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي الشرقي في الوقت الذي أغلقت فيه دوريات تابعة لها جميع الطرق المؤدية إلى منطقة المعامل من جهة بلدات ريف دير الزور الشمالي لأسباب مجهولة.
وفي الرقة تم توقيف عشرات الشبان من قبل دوريات وحواجز الميليشيا لإجبارهم على حمل السلاح ضمن صفوفها في حين داهمت دورية مسجد الإمام النووي بالمدينة واختطفت مؤذنه واقتادته إلى جهة مجهولة، وكذلك اختطف عناصر حاجز قرية الكنطري بريف المحافظة الشمالي طفلا لإلحاقه عنوة بما تسميه «واجب الدفاع الذاتي» بفارق ساعات فقط عن اختطاف امرأتين في مخيم الحمودلي بالريف الغربي.
وفي سياق الفلتان الأمني الذي تشهده مناطق سيطرة «قسد» أفادت المصادر بمقتل وإصابة عدد من عناصر هذه الميليشيا ذاتها جراء ظاهرة الاقتتال الداخلي بين المجموعات التابعة لها على توزيع صلاحياتها والمناطق التي تحتكم عليها وتنفذ أجندتها فيها حيث قتل 5 مسلحين من «قسد» بإطلاق نار وتفجير عبوات في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي وفي قرية الدحلة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي وعلى طريق مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي.
وتشهد مناطق انتشار الميليشيا الانفصالية حملات دهم وتفتيش للمنازل بحجة البحث عن خلايا نائمة لتنظيم «داعش» الإرهابي لإلقاء القبض على الشباب وزجهم في معسكرات التجنيد القسري ناهيك عن مصادرة منازل المواطنين عنوة ومنحها لعناصرها والاستيلاء على محاصيل الحبوب والقطن لتهريبها وبيعها خارج الوطن.
إلى ذلك عثرت الجهات المختصة خلال متابعة أعمال تأمين المناطق التي أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن بعد تطهيرها من الإرهاب على كمية من الأسلحة والذخيرة في قرية حربنفسه بريف حماة الجنوبي.
وأفاد مراسل سانا في حماة بأن الجهات المختصة وبالتعاون مع الأهالي تابعت أعمالها في رفع مخلفات الإرهابيين حفاظاً على حياة المدنيين في القرى والبلدات المحررة من الإرهاب في ريف حماة الجنوبي حيث عثرت على كمية من الأسلحة والذخائر في حديقة معمل سجاد قرية حربنفسه.
وبين المراسل أن من بين الأسلحة المضبوطة قواذف «ار بي جي» مضادة للدروع مع حشواتها وآلافا من طلقات الرشاشات المتنوعة إضافة إلى مناظير ليلية ونهارية.
وأعاد الجيش العربي السوري في شهر أيار من العام الماضي الأمن والاستقرار إلى 65 مدينة وبلدة وقرية بعد إرغام التنظيمات الإرهابية على تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة والخروج من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي.