وتناول اللقاء آخر التطورات في سورية حيث طرح أعضاء الوفد استفسارات عدة متعلقة بالأوضاع على الأرض والمسار السياسي وإعادة الإعمار حيث أشار الرئيس الأسد إلى وجود عدد من التطورات الإيجابية على الرغم من أن الدول التي عملت على تأجيج الحرب وعلى رأسها تركيا وأميركا وأدواتها ما زالت مستمرة في سياستها هذه وهي تضع العراقيل في وجه القضاء الكامل على الإرهاب وإحراز تقدم على الصعيد السياسي وتمنع حتى عودة السوريين إلى بلدهم.
وأكد الرئيس الأسد أن موقف معظم الدول الأوروبية حول ما جرى في سورية لم يكن ذا صلة بالواقع منذ البداية واستمروا بذلك على الرغم من التغيرات الكبيرة التي شهدتها سنوات الحرب وواصلوا انتهاج سياسة تحقق مصالح أميركا ولوبياتها عوضاً عن العمل لتحقيق مصالحهم مشدداً أن على السياسيين والأحزاب الأوروبية أن يحددوا هم ما هو شكل أوروبا الذي يطمحون إليه وما هو الدور الذي يريدونه لها.
من جانبهم أكد أعضاء الوفد أن الرواية غير الواقعية التي روجت لها وسائل الإعلام واعتمدتها لتصوير ما يجري في سورية منذ بداية الحرب بدأت تفقد تأثيرها بشكل تدريجي على الرأي العام الأوروبي وهذا بدوره يرتب على الحكومات الأوروبية مسؤولية انتهاج سياسة مختلفة مبنية على الواقع وليس على ما يروج له الإعلام فقط.
حضر اللقاء الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين.
وفي الإطار ذاته التقى رئيس مجلس الشعب حموده صباغ الوفد الإيطالي حيث أكد أن انتصار سورية على الإرهاب جعل أعداءها يلجؤون إلى تضييق الخناق عليها بالحصار الاقتصادي ولكنها تمكنت بإرادة شعبها وجيشها وقيادتها من إحباط كل المؤامرات.
وأشار صباغ إلى أهمية زيارة الوفد للاطلاع على حقيقة ما يجري في سورية ونقلها إلى الرأي العام الأوروبي في ظل التعتيم والتضليل الإعلامي الذي تنتهجه وسائل الإعلام الغربية.
بدوره لفت رئيس الوفد الإيطالي إلى أن على الأوروبيين محاربة الإرهاب والوقوف مع من يحاربه من أجل بلادهم ومن أجل العالم مضيفا إن سورية التي تحارب الإرهاب اليوم تعاقبها بعض الدول بدلا من أن تكافئها.
وفي تصريح للصحفيين بعد اللقاء أشار روماني إلى الفرق الواضح بين زيارتهم لسورية قبل عامين وبين ما رأوه اليوم من تغير جوهري وملموس على أرض الواقع ولا سيما لجهة زيادة نسبة تحرير الأراضي التي كانت تخضع لسيطرة الإرهابيين.
وبين أعضاء الوفد أنهم اطلعوا بشكل مباشر على حقيقة ما يجري في سورية ومعاناة شعبها جراء الحرب الإرهابية لافتين إلى أهمية عودة المهجرين السوريين إلى بلادهم وجهود الحكومة السورية في هذا الاتجاه في ظل محاولات بعض الدول إعاقة عودتهم خدمة لمصالحها.