فالجيش العربي السوري نجح بالحفاظ على التهدئة على الرغم من كل انتهاكات التنظيمات الارهابية وبالتالي استطاع الحفاظ على خرائط السيطرة في ظل التقهقر الكبير الذي اصاب التنظيمات الارهابية وعلى رأسها «جبهة النصرة» الارهابية، هذا ضمن نتائجه المباشرة، الامر الذي حشر رئيس النظام التركي في زاوية البحث عن مخارج احتيالية جديدة وجدها بالتخلي عن «جبهة النصرة» الارهابية، ففي ظل الضغوطات التي تمارس على الاخواني اردوغان المترافقة مع التوقعات برفض «النصرة» مجدداً الانسحاب من منطقة «التهدئة» التي رسمت لها روسيا حدوداً جديدة، تراعي التغيرات الميدانية التي فرضها الجيش العربي السوري، وتبدأ من المناطق الجديدة التي سيطر عليها الجيش ولعمق من ١٥ إلى ٢٠ كيلو متراً أو لعمق ٣٠ إلى ٣٥ كيلو متراً، من الحدود القديمة قبل بدء الجيش عمليته العسكرية في ٨ أيار الفائت، فإن ذلك يعطي مؤشرات عن نية تخلي انقرة عن «جبهة النصرة».
وقد شدد مستشار رئيس النظام التركي ياسين أقطاي، على أن وجود «النصرة» في إدلب سبب للتصعيد الذي تتعرض له المحافظة.
ولفتت مصادر ميدانية إلى وجود تغييرات كبيرة في تعامل تركيا مع «النصرة» الارهابية والفصائل المرتبطة بها مثل «حراس الدين» و»أنصار التوحيد» وغيرها.
وتتزامن هذه الأحاديث، مع انتهاء القمة الأخيرة التي جرت في أنقرة والتي شددت خلالها الدول الضامنة على تنفيذ اتفاق «سوتشي» حيث شددت روسيا على أن تركيا لا تلتزم ببنود هذه الاتفاقيات.
محللون يرون بأن ورقة «جبهة النصرة» الإرهابية قد باتت في مهب الريح بعد الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها والاهتزازات التي اصابتها في الصميم على ايدي ابطال الجيش العربي السوري، فهي لم تعد تنفع بشيء بالنسبة لمشغليها، في حين يرى آخرون بأنها مجرد مزاعم يطلقها اردوغان ويحاول التسويق لها للعمل على تحقيق مآربه ما وراء الكواليس.
وللتعويض عن خسارته يواصل رئيس النظام التركي منذ شهور محاولاته لإجبار الولايات المتحدة على القبول بخطته المعروفة باسم «المنطقة الآمنة».
فبعد أشهر من تكرار مسلسل التصريحات نفسها المهددة بالقيام بعدوان عسكري والتي تقابلها الولايات المتحدة ببعض الإجراءات السطحية بهدف خداع اردوغان، ظن البعض بأن قبول الولايات المتحدة بالقيام بتسيير الدوريات المشتركة في الثامن من الشهر الجاري في شمال سورية هو نجاح لأنقرة في الاتجاه السوري، ليتضح بعد ذلك لأنقرة بأن الدوريات المشتركة ليست «منطقة آمنة»، وأنها مجرد مناورة أميركية أخرى لتؤجل الأمر.
ومن منطلق أن أوهام «المنطقة الامنة» المزعومة لا يعكر صفو تحقيقها بحسب انقرة إلا تصرفات واشنطن غير المسؤولة، عاد الاخواني اردوغان مساء أمس للهجة تهديداته المعتادة مصرحاً: استعداداتنا انتهت على طول حدودنا مع سورية، وليست لدينا رغبة بمواجهة الولايات المتحدة.
وبتكرار ذلك التهديد التركي للاميركي بين الحين والآخر يدل على أن المساومة بين الطرفين لم تتضح تفاصيلها بعد وبأن هناك هوة عميقة بين الطرفين حول كمية الاطماع والمصالح.
وبرأي محللين قد يواصل رئيس النظام التركي تهديداته التي اعتاد عليها الأميركيون خلال الأيام أو الأشهر المقبلة لكن مما لا شك فيه بأنه لن يقدم على أي عمل عسكري من طرف واحد كما يدعي، إلّا في حال التوصل لخطة ترضي الولايات المتحدة، كدخول القوات التركية بعرض 5 كيلو مترات أو أكثر بقليل، فأردوغان ليس بصدد أي عقوبات اقتصادية أميركية جديدة تؤثر على حكمه المتأرجح.
وبين كل تلك التشعبات الحاصلة والتي تتحدث عن مستقبل الارهابيين في إدلب تواصل التنظيمات الارهابية الاقتتال فيما بينها للوقوف على الاطماع والسرقات حيث قالت مصادر محلية في إدلب إن 13 إرهابيا قتلوا خلال اشتباك عنيف اندلع بين إرهابيين من جماعة «داعش» الوهابية وآخرين من تنظيم «جبهة النصرة» الارهابية صباح أمس الاول في محيط بلدة سرمدا على الحدود التركية.
وفي تطورات الميدان فقد تمكن الجيش العربي السوري من خلال انجازاته في تحرير المناطق التي كانت قابعة تحت حكم الارهاب تمكن من فضح دور الكيان الإسرائيلي في دعم الإرهابيين، حيث عثرت الجهات المختصة خلال تمشيطها المناطق التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب على كميات من الأسلحة والآليات والأدوية من بينها «إسرائيلي» الصنع من مخلفات الإرهابيين في ريف القنيطرة الجنوبي.