هل هذا اندثار للمعرفة لاسيما أن الخط العربي من اهم الفنون واعرقها وأكثرها اتصالا بحضارتنا وأصالة أجدادنا؟.
في محاولة لإعادة الضوء على هذا الفن وتحت عنوان (إشراقات حرف ولون) افتتحت معاون مدير الثقافة السيدة منال نصار ومديرة مركز كفرسوسة السيدة نعيمة سليمان معرض الخط العربي للفنان أحمد سوار, الذي لايزال يتمسك بأصول الخط العربي ويعمل على إحيائه محافظاً بذلك على رونقه وبهائه.
ازدانت لوحات الفنان بخطوطه الانسيابية وتماهت الألوان بتناسقها مع حركة الأحرف لتشكل لوحات فنية تغني الحركة الفنية وترسخ تاريخاً مجيداً.
جاء معرض الفنان حاملاً رسالة للحفاظ على إرثنا الثقافي والفني والاهتمام به ورفع الحس والتذوق الفني لدى المتلقي لهذا الفن العظيم,ولفت أنظار النشء الجديد لهذا الإرث الحضاري العظيم.
استخدم في أعماله أدوات بسيطة جدا وهي عبارة عن الورق البسيط المتوفر وألوان الغواش وبعض الأقلام الخشبية والجافة وحبر مداد أسود صنعه وركبه بنفسه وبعض قصبات الكتابة الخشبية وفراشي الألوان بالإضافة لتأطير اللوحات بشكل جميل لإضفاء الجمال عليها.
واعتمد تقنيات بسيطة منها الكتابة بالقصبة والحبر الأسود للخطوط الكلاسيكية المتنوعة، ومنها باستخدام ألوان الغواش والفرشاة, ومنها باستخدام اسفنج أو بخ يدوي أو طباشير بلاستيكية لتكوين الخلفيات المتنوعة لإظهار اللوحات وكأنها مقهرة أو معتقة, لاسيما أنه سيعمل في المستقبل على استخدام تقنيات جديدة ومتطورة مثل القماش والألوان الأكريليك أو الزيتية أو ماشابهها لإنتاج أعمال ترقى بهذا الفن ومكانته وقدسيته.
أوضح سوار أن الخطوط متنوعة وكثيرة لا يحصيها الا الباحثون والمتخصصون ولكن هناك الخطوط الست الأساسية.
و من وجهة نظره فإنه يجب الاهتمام بجميع أنواع الخطوط وتعلمها وإتقانها، لأنها جميعها تحمل ذاك الإرث الخالد الذي توارثناه من الأجداد ويجب الحفاظ عليها كلها والإبداع فيها.
أكد سوار أن الخط العربي يغني الثقافة العربية إغناءً واسعاً, حيث أن الخطاطين والكتاب يختارون مواضيع أعمالهم وعناصرها وعباراتها من آيات القرآن الكريم بالدرجة الأولى، ثم من الحديث الشريف والحكم والأقوال المميزة والعبارات الخالدة والجميلة, والتي ترفع من قيمة العمل الفني وتزهو به.
في حين لم يُحط الخط العربي بالاهتمام اللازم في زمننا هذا, فابتعد الكثيرون عن تعلمه وإتقان قواعده والبحث في بحوره العذبة كباقي الفنون مثل الفن المسرحي والكتابة والقصص وغيرها من الفنون المتعددة, وذلك لصعوبة تعلمه وإتقانه, ولأنه يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين وصبراً طويلاً لحفظ أشكاله ورسومه المتنوعة والتبحر في حنايا قواعده وتاريخه الطويل.
أشار سوار إلى أن عصر التقنيات الحديث الذي نعيش به أوجد من التقنيات المذهلة والمتتالية ما تدهش العقول, فلِم لا نحاول الاستفادة بالبحث والتطوير في حقول فننا الأصيل وتراثنا الخالد لنسطّر تاريخاً وعصراً جديداً نفخر به كما فخر أسلافنا العظام بالسعي فيه وسطروا أعظم الإنجازات.
ختم سوار: يجب على الجهات الثقافية والتربوية والدينية الاهتمام بالخط العربي, وإيجاد السبل الميسرة لتحفيز الأجيال المتعاقبة والفتية للولوج في بحر هذا الفن العظيم والاستمتاع والتغني والخوض بين حنايا حروفه وأشكاله وحركاته وكأنها عزف على آلات موسيقية تحمل أعذب الألحان وتطرب الأنظار لا يمل منها عازفها أبدا.
ونحن بدورنا نحث الجهات التربوية على تخصيص بعض النشاطات في مدارس الحلقه الاولى، للاهتمام بهذا اللون من الفنون، ليرافق أطفالنا إلى المراحل التالية كي لا يندثر بسبب التقنيات الحديثة، لاسيما أن ابجديتنا بحروفها وكلماتها هي ارثنا الحقيقي وحضارتنا كما أنها تاريخنا.