وكثيرةٌ هي القضايا التي يتم طرحها وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتُسبّب جدلاً وحواراً مفيداً ، من حيث تركيز الضوء على سلبيات ونواقص ومتطلبات على الصعد كافة تستلزم إيجاد الحلول وتصويب الأخطاء ، لكن في المقابل أصبح (الفيس بوك) مساحة مفتوحة لبثّ أي معلومة أوخبر حتى لو انعدمت مصداقية ما يتم طرحه ،ورغم عدم التثبت من مصداقية من ينشره أو حتى شخصيته الحقيقية.
وبات من السهل على أي شخص أن ينشر خبراً حول مؤسسة أو فرد بهدف التشهير والذم والقدح ،ليجد الكثيرون في ذلك مادة دسمة للتفاعل والتداول والترويج لذلك دون التأكد من حقيقة الأمر.
تلك السلوكيات أدّت في حالات معينة لإثارة رواد مواقع التواصل الاجتماعي ودفعهم للتعاطف مع قصة وهمية عن طفل ،وأخرى عن امرأة ،وثالثة عن خبر اقتصادي، دون أن يكون للأمر أدنى درجات المصداقية، إضافة إلى مشكلات اجتماعية وإساءات لأشخاص ومؤسسات، حيث ينتشر الأمر كما تنتشر النار في الهشيم وتتحوّل المسألة إلى أولوية لدى الناس.
الأشخاص الذين ينشرون على صفحاتهم يُصيبون ويخطئون ، وليس من المنطق أن يتم تبنّي أي قصة لمجرد أنها نشرت على (الفيس) وكأنّ وسيلة التواصل الاجتماعي هي مرجعية لكلّ ما هو حقيقي، وبإمكان أي إنسان في هذه الحالة أن يُمرّر خبراً أو إشاعة وهو مُقتنع بأنّ المتابعين سيعتبرونها فوق الشبهات.
ورغم عدم وجود قناعة مُجتمعية بثقافة الشكوى ، فقد بدأ البعض يلجؤون أو يفكرون باللجوء إلى قسم الجرائم الإلكترونية على خلفية مايتعرضون له هم أو أفراد أسرهم أو مؤسساتهم من خلال (الفيس بوك) خاصة وأن الذين يتعمّدون نشر الإساءات والأخبار الزائفة مطمئنون إلى أنهم لن يتعرضوا للملاحقة القانونية ،وهو مايُشجّعهم على مواصلة سلوكهم.
سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي لاتلغي الجوانب الايجابية، ولاتعني التوقّف عن إلقاء الضوء على مايتوجّب معالجته وإيجاد الحلول له ، لكن التسرّع في التعاطي مع كل ما يُنشر على أنه الحقيقة بعينها يفقد تلك المواقع الكثير من محاسنها.