تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صقيع على صفيح ساخن

نافذة على حدث
الثلاثاء 24-9-2019
فؤاد الوادي

يجثم العبث الأميركي على صدر المشهد كجزء من المحاولات المتواصلة للولايات المتحدة لإجهاض كل حوامل الحل السياسي الذي ما يزال بدوره يحبو على الألغام التي يزرعها النظام التركي على طريق الاتفاقات والتعهدات التي قطعها أردوغان على نفسه خلال اجتماعات آستنة وسوتشي.

فالإصرار الأميركي على التصعيد والتعطيل على الأرض عبر مرتزقته وميليشياته التي تختطف الأبرياء والمدنيين وتمارس بحقهم أبشع الجرائم وتمنعهم من الخروج إلى المناطق الآمنة التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري..لا يعكس الإخفاق والتخبط الأميركي فحسب، بقدر ما بات يعكس حقيقة النوايا والأهداف الأميركية في الجغرافيا السورية، لجهة سعي الأميركي للبقاء على الأرض والحفاظ على الوضع الراهن، على اعتبار أن هذا يحافظ له على مداخل الابتزاز والاستثمار في تقاطعات وفراغات وتقلبات المشهد.‏

بالمقابل يبدو سلوك النظام التركي أكثر شراسة للعبث بالقواعد والمعادلات المتجذرة في عمق الواقع، بعد أن تيقن أنه بات اللاعب الأكثر خسارة في منظومة الإرهاب، ولعل هذا الأمر يفسر والى حد كبير هرولته المستمرة خلف التشبث بإبقاء الواقع في الشمال على ما هو عليه من خلال التهرب من التزاماته واستحقاقاته ولاسيما أنه احد الضامنين لمخارج الحل السياسي، على اعتبار أن بقاء الوضع على حاله يؤمن له مساحات سياسية واسعة للمناورة والخداع والرقص على حبال الابتزاز وتحقيق ما عجز عن تحقيقه في الميدان.‏

ما هو مؤكد أن المشهد وبرغم كل الصقيع الذي يلفه، بات يرقدُ على صفيح ساخن، حيث تقترب مخاضاته من لحظة الحسم التي سوف تدفع الى السطح كل الخيارات والاحتمالات والمفاجآت التي سوف تكون صادمة وصاعقة لمنظومة الإرهاب، معلنة بذلك ولادة مرحلة جديدة بحوامل وعناوين تحاكي تضحيات وإرادة السوريين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية