حيث اعتبر جونسون أمس، أنه حان الوقت لإبرام صفقة جديدة مع الجمهورية الإسلامية، فيما جددت إيران التأكيد على أن سياسة الضغوط لاتنفع، مشددة في الوقت نفسه على أن إحلال الأمن في الخليج مرهون برحيل القوات الأجنبية عنه، وأن دول المنطقة هي الكفيلة بإرساء الأمن وحماية الممرات المائية في الخليج.
وفي التفاصيل: جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني التأكيد أن بلاده تريد سلاما شاملا في المنطقة، مشيرا إلى أنها ستقدم مشروعا إلى الأمم المتحدة لضمان الأمن في المنطقة.
وقال روحاني في تصريحات له أمس قبيل توجهه للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة بالأمم المتحدة في نيويورك أن هذا المشروع سيحمل عنوان «مبادرة أمن هرمز» ويهدف إلى تأمين تعاون دول المنطقة وقدراتها لحفظ الأمن لأننا نأمل أن يكون الحل للمنطقة من داخلها وليس من خارجها، مضيفا بالقول: نريد سلاما شاملا للمنطقة وندعو جميع الدول في الخليج وهرمز إلى الانضمام إلى المبادرة.
وأشار روحاني إلى أن الأميركيين في حالة إحباط بعدما لم يبق لديهم شيء لم يفعلوه ضد إيران فواشنطن وصلت إلى الحد الاقصى من العقوبات وبدأت تكررها ونحن مستعدون لتجاوزها وقال إن الحركة الاقتصادية في البلاد خلال الأشهر الأخيرة أصبحت أفضل وهذا يدل على انه لدينا القدرة على مواجهة الصعاب والتغلب عليها.
بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لن ترضخ أمام الضغوط الاقتصادية الأميركية.
ونقلت وكالة فارس عن ظريف قوله في حوار مع الإذاعة الوطنية الأميركية «إن بي آر» إن إيران لن تستسلم أمام الضغوط الاقتصادية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشددا على عدم جدوى ضغوط الإدارة الأميركية على إيران.
كما جدد وزير الخارجية الإيراني طرح المبادرة الإيرانية للسلام في مضيق هرمز ومنطقة الخليج مؤكدا ضرورة تعاون الدول الثماني لهذه المنطقة لتنفيذ هذه المبادرة.
وقال ظريف في تصريح للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك: إن أهمية مضيق هرمز لاتقتصر على الجانب الاستراتيجي فحسب وعليه فإن مبادرة هرمز أو نظرية الائتلاف من أجل الأمل التي اقترحها الرئيس الإيراني هي في غاية الجدية بالنسبة إلينا.
في الأثناء أكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي انه لا يمكن إحلال الأمن بالخليج إلا برحيل القوات الأجنبية الموجودة فيه.
وأوضح رضائي في مقابلة أمس مع التلفزيون الإيراني انه عندما ترحل أميركا من المنطقة ستسود علاقات الصداقة بين جميع دولها وسيتم توفير الأمن الجماعي فيها.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تتهم إيران بالوقوف خلف الهجوم على منشآت شركة /أرامكو/ السعودية للتهرب من فضيحة الاعتراف بأن الجيش اليمني استهدف هذه المنشآت.
إلى ذلك أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن رفضها لتصريحات رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون بشأن اتهام طهران بالمسؤولية عن هجوم «أرامكو».
وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية عباس موسوي: على الحكومة البريطانية إيقاف بيع السلاح المدمر إلى السعودية وإخلاء مسؤوليتها من ارتكاب جرائم الحرب ضد الشعب اليمني، بدلا من بذل المزيد من الجهود غير المثمرة ضد إيران.
وتأتي تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ردا على رئيس الوزراء البريطاني، في وقت سابق أمس حيث قال إنه «من المرجح جدا» أن تكون إيران مسؤولة عن الهجمات، التي استهدفت منشآت شركة «أرامكو» السعودية.
وفي وقت لاحق، وفي خطوة قد تعمق الأزمة التي يعيشها الاتفاق النووي مع إيران، اعتبر جونسون، أنه حان الوقت لإبرام صفقة جديدة مع الجمهورية الإسلامية.
وقال جونسون، في مقابلة مع قناة سكاي نيوز أجريت في نيويورك قبل يوم من انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في المدينة، ردا على سؤال حول الإجراءات التي تتخذها بلاده على خلفية التوتر مع إيران بما في ذلك بسبب الاتفاق النووي: ما تقوم به بريطانيا هو محاولة توحيد الناس وحلحلة التصعيد.
وتابع رئيس الوزراء البريطاني: مهما كانت الاعتراضات للاتفاق النووي القديم مع إيران، حان الوقت الآن للمضي قدما وإبرام صفقة جديدة.
من جانب آخر قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، إنه يمكن لناقلة النفط البريطانية «ستينا إمبرو» أن تغادر المياه الإيرانية.
وأضاف ربيعي أن الإجراءات الإدارية بخصوص الإفراج عن الناقلة البريطانية انتهت.