حيث يشارك فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما وهو في خضم معركته الانتخابية، بينما هي الزيارة الأولى للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ويشارك الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للمرة الثامنة ويقوم بإلقاء خطاب خلال انعقاد الجمعية، فضلاً عن إجرائه محادثات مع كبار المسؤولين من الدول المشاركة على هامش الدورة.
كما سيغدو مقر الأمم المتحدة وجهة الحكومات العربية، حيث يترأس الوفد السوري وزير الخارجية وليد المعلم، أما القادة المشاركون فهم أمير قطر والملك الأردني والرئيس الفلسطيني، ورئيس الوزراء اللبناني، وسيترأس الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وفد بلاده، فيما يترأس الوفد الليبي رئيس البرلمان محمد المقريف، ويشارك فيها نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، في حين يحضر الرئيس المصري محمد مرسي للمرة الأولى بصفته الرئاسية ليصل نيويورك في 24 أيلول على رأس وفد مصر، ويلقي كلمة مصر، كما سيعقد سلسلة من اللقاءات المكثفة مع عدد من الرؤساء والملوك ورؤساء الحكومات، إضافة إلى لقائه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، ومستر فوك جيرميتش رئيس الدورة العامة للجمعية، وأهمها لقاء مرسي المرتقب مع الرئيس باراك أوباما الذي بات مهدداً في ظل حالة الغضب بسبب الاعتداء والهجوم المتكرر على مبنى السفارة الأميركية في القاهرة من ناحية، وعلى قوات حفظ السلام الدولية في سيناء، كما أدخل العلاقات بين القاهرة وواشنطن مرحلة حساسة.
وكانت أعمال الدورة الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة انطلقت رسمياً في 18 أيلول، بينما تبدأ المناقشات العامة في 25 منه، تعقد هذه الاجتماعات تحت عنوان «تعزيز تسوية المنازعات بالطرق السلمية»، كما ستُعقد على هامش أعمال الدورة، مجموعة من اجتماعات القمم، والاجتماعات الوزارية رفيعة المستوى؛ من بينها قمة عن الصومال، وأخرى عن البحيرات العظمى، وسيادة القانون على المستويين الوطني والقومي، وقمة عن بناء السلام في مرحلة ما بعد النزاعات تترأسه رئيسة وزراء بنغلادش، كما تعقد الاجتماعات الدورية للمجموعات العربية والإفريقية، وحركة عدم الانحياز، ومنظمه التعاون الإسلامي ومجموعة الـ77.
يأتي انعقاد هذه الدورة في مرحلة هي الأخطر، ومن المتوقع أن تكون دورة الجمعية ساخنة جداً، تبحث في ملفات غاية في الحساسية مثل الموضوع السوري والملف النووي الإيراني، إضافة للمحاولات الفلسطينية الانضمام للهيئة الدولية كعضو كامل أو دولة غير عضو، فالأزمة في سورية ومحاولات التدخل في سيادتها ستكون العنوان الفعلي لأعمال افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة للعام الحالي، وإن بحثها سيستحوذ على كواليس مجلس الأمن والجمعية العامة خلال شهر أيلول رغم أن المجلس لم يحدد جلسة مخصصة لبحث الوضع في سورية، كما أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستترأس اجتماعاً لمجموعة ما يسمى «أصدقاء الشعب السوري» في 28 أيلول على هامش أعمال افتتاح الدورة الذي سيشارك فيه وفد من المعارضة السورية للمشاركة في بحث تنظيم المعارضة في إطار عمل واحد، ويستعد الاتحاد الأوروبي لتنظيم اجتماع رفيع حول الأزمة في سورية في نيويورك بعد عودة المندوب الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي من دمشق والمنطقة إلى نيويورك الذي سيطرح خطة عمل في وقت لاحق وهو يعمل على طريقته الخاصة المختلفة عن التي اعتمدها سلفه.
إن ما يخطط في الاجتماعات المغلقة هو أكثر بكثير ممّا يشهده العالم عبر الشاشات، حيث تتحوّل أروقة الأمم المتحدة إلى دهاليز تُحاك فيها مؤامرات وسياسات العالم الاقتصادية والسياسية ضد الدول الأضعف، وسيكون لإسرائيل الدور الأبرز في هذه الدهاليز، لتفرض رأيها على الملفين الأهم في هذه الدورة الإيراني والفلسطيني، نتيجة انتخاب الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية السفير الصهيوني لدى الهيئة الدولية «رون بشروشاور» نائباً لرئيس الجمعية العمومية، الذي يمارس مهام منصبه فور افتتاح الدورة، وترشح سفير كيان العدو كان نيابة عن مجموعة الدول الغربية التي تضم إلى جانب «إسرائيل» ودول أوروبا الغربية الولايات المتحدة الأميركية وكندا واستراليا ونيوزلندا، ويمنح هذا الانتخاب «إسرائيل» قوة تأثير مهمة في الأمم المتحدة حيث سيكون السفير الصهيوني بوصفه نائباً للرئيس شريكاً كاملاً بتحديد جدول أعمال الجمعية خلال العام القادم إضافة لإدارة نقاشاتها في حال تغيب الرئيس.
وفي وقت سابق انتقدت «إسرائيل» قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لرفع مستوى التمثيل الفلسطيني، والتشاور مع الأصدقاء حول مشروع القرار بطلب عضوية فلسطين في الجمعية، الذي سيتقدم به عباس رسمياً أثناء خطابه أمام الجمعية في 27 أيلول، ويعتقد الفلسطينيون أن أغلبية أعضاء الجمعية العامة البالغ عددهم 193 دولة سيؤيدون الطلب الفلسطيني، وذلك استناداً إلى أن 133 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية بالفعل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية بول هيرشسون إن رفع مستوى تمثيل الفلسطينيين يشجعهم على مواصلة رفض المفاوضات مع إسرائيل، وأضاف إنهم يسعون من خلال ذلك لتجنب حل الصراع، وهو أمر لن يحدث إلا من خلال المفاوضات.
لقاءات واجتماعات وتسييس للأزمات، تصب في مصالح الدول العظمى ومن ورائها مصالح الكيان الصهيوني، على حساب باقي الدول التي تحاول جاهدة للجعل من هذا المنبر الديمقراطي وجهة لها للمطالبة بحقوقها، ولكن تبقى ديمقراطية هذا المنبر مرتبطة بمصالح الولايات المتحدة ومجموعة من دول أوروبا.