تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مصر.. من مبارك إلى مرسي ما الذي تغير؟

شؤون سياسية
الخميس 20-9-2012
نبيل فوزات نوفل

منذ رحيل القائد العربي جمال عبد الناصر, دخلت جمهورية مصر العربية في طور جديد من تاريخها , فانتقلت من قيادة النضال العربي والمشروع العربي

في مواجهة القوى الاستعمارية إلى احد الروافع التي يقوم عليها المشروع الاستعماري الجديد . فمنذ حرب تشرين عام 1973م التي أرادتها سورية العروبة حرب تحرير, أرادها «السادات «بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية والكيان العنصري الصهيوني لتكون حرب تمرير وركيزة لمشروع «الشرق الأوسط الجديد» و لجعل المنطقة طائعة خانعة لكيانهم الصهيوني . والتي خان فيها السادات وأزلامه الشعب العربي المصري وسورية وفرطوا بدماء الجيشين المصري والسوري كرمى لعيون أسيادهم في واشنطن وهذا ما كشفت عنه السنوات اللاحقة والتي تجسدت في اتفاقيات كامب ديفيد 1979 وزيارة الشؤم والعار التي قام بها السادات للقدس وطأطأة رأسه في الكنيسة الصهيونية . وبعد قتله ,وتسلم حسني مبارك للحكم في مصر استمر الوريث في سياسة سلفه , بل وزاد عليها انبطاحاً وتبعية للغرب وأمريكا من خلال السياسات الداخلية والخارجية التي كبلت مصر وأخرجتها من الصراع مع العدو الصهيوني بل حولتها إلى قوة حليفة وداعمة للعدو . فزاد الفقر والبطالة ورهن رغيف الخبز للشعب المصري في واشنطن وانتشر الفكر الإقليمي وشعار مصر للمصريين وحوصر أهل غزة ومنع عنهم الإمداد وتم محاربتهم إلى جانب الكيان الصهيوني وهذا ما كان في العدوان على غزة مؤخراً , إلى جانب العداء السافر لقوى المقاومة في الوطن العربي وخاصة في لبنان واشتراكها في العدوان على لبنان في حرب تموز ودعمها للقوى العميلة في لبنان لضرب المقاومة ولا يخفى عداء مبارك لسورية وإيران كونهما العدوين الرئيسيين للامبريالية الأمريكية والصهيونية والداعمين للمقاومة في المنطقة .‏

وبعد أن أدى مبارك دوره الذي أوصله إلى القطيعة مع شعب مصر والأمة العربية كان لابد من تبديله برئيس آخر فلعبت الولايات المتحدة الأمريكية على ورقة الغليان الشعبي ضد سياسة مبارك وركبت موجة الشارع المصري فحركت الإخوان المسلمين حلفاء الأمس وعقدت اتفاقية تسلمهم قيادة مصر بشروط متابعة النهج السابق والحفاظ على جوهر السياسة السابقة وفي مقدمتها الحفاظ على كامب ديفيد وارتباط مصر بالسياسة الأمريكية ومقاومتها لنهج المقاومة فأوعزت للقيادة العسكرية التي صنعتها خلال الثلاثين عاماً الماضية لمواكبة الأحداث وقيادتها بما يخدم وصول الإخوان المسلمين للسلطة وهذا ما كان .فلم يجرؤ الجيش المصري على الاعتراض على ما يفعله مرسي الرئيس الاخواني الجديد من تسريح الضباط الكبار والمتوسطي الرتب وتنظيف الجيش من كل القوى المناهضة للإخوان المسلمين , وسرعان ما قدم أوراق اعتماده للصهيونية العالمية وأمريكا بشن حملة هجوم على سورية العروبة وقيادتها العربية المقاومة ودعمه للعصابات المسلحة ,واتخاذه إجراءات داخلية تحاصر القوى العروبية في مصر والمقاومة والمتمسكة بعروبتها وقضايا الأمة العربية , وربط رغيف الخبز المصري بيد الإدارة الأمريكية عن طريق إغراقها في القروض مع البنك الدولي وهو بالطبع بيد الإدارة الأمريكية , وافتعال أزمة في سيناء لتدمير الأنفاق التي تربط مصر بغزة وهذا أفرح الصهاينة وطمأنهم بأن الرئيس الحالي أكثر ولاء من سلفه وان الذي تغير فقط شكل الرئيس فالمخلوع كان بلا لحية والحالي هو رئيس بلحية , . أما, ما يتعلق في العلاقة مع إيران فقد تمت زيارته بموافقة وتشجيع من الإدارة الأمريكية للتغطية على ما يفعله تجاه غزة من جهة , ولذر الرماد في العيون بأنه غير تابع للغرب ولا لرغبات واشنطن إلا أن حضوره في مؤتمر عدم الانحياز في طهران وشنه هجوماً على سورية أفقده مصداقيته وكشف نواياه ودوره المفضوح وافقده تأسيس علاقة جيدة مع إيران فلقد اثبت أنه رئيس لا يتمتع بدهاء سلفه , فقد عبر أنه زعيم جماعة تقود مصر ويعمل لمصالحها الضيقة وليس رئيساً لأكبر بلد عربي له وزن إقليمي وعالمي بل أضاع مكانة مصر ووزنها الإقليمي ورضي بلعب دور التابع , وهو ما سيدخل مصر مجدداً في دوامة الصراع الشعبي الذي لن يرضى لعب دور السمسار والتابع والابتعاد عن أمته العربية وقضاياها المصيرية خاصة وان الرئيس مرسي لم يأت بفارق كبير بينه وبين خصمه من التيار العروبي وأن الإخوان لا يمثلون إلا نسبة قليلة بالنسبة للشعب المصري عامة الذي لا يؤمن بأفكارهم ومواقفهم .‏

إننا على ثقة إن الشعب العربي في مصر العروبة لن يسمح لأحد بعد اليوم أن يتاجر بمصيره ويبعده عن أمته وقضياها الرئيسة وفي مقدمتها فلسطين , وأي رئيس في مصر لا يستطيع بعد اليوم أن يأخذ المصريين حيث تريد الإدارة الأمريكية , فإرادة الشعب المصري هي عربية وهوى مصر عربي, ولن تكون مواقف مصر إلا إلى جانب العرب وقضاياهم ,وفي مقدمتها فلسطين, ومن كان مع فلسطين فهو مع سورية ومع إيران ومع المقاومة فهل يستطيع الرئيس مرسي أن يفعل ذلك وهو زعيم للإخوان المسلمين وتحت العباءة الأمريكية ؟.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية