تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إســماعيل حقـــي وصديقــه الوزيـــر

ســاخرة
الخميس 20-9-2012
أحمد بوبس

اسماعيل حسني حقي فنان تشكيلي من جيل الرواد في مدينة دير الزور وهو والد المخرج التلفزيوني هيثم حقي وتتلمذ على يديه العديد من الفنانين التشكيليين منهم فاتح المدرس وحيدر يازجي والممثل أديب قدورة قبل أن يتجه إلى التمثيل.

كان اسماعيل حسني حقي يحلم بأن يدرس الرسم في أوروبا لكن لم يستطع أن يحصل على بعثة دراسية ولم يكن يملك القدرة المالية الكافية ليسافر ويدرس على حسابه.‏

وكان له في دير الزور صديق له بعض الاهتمامات بالسياسة أو لنقل إنه سياسي من الدرجة العاشرة وفي سهرة جمعتهما ذهب بهما الحديث كل مذهب في السياسة والفن والأدب وفجأة سأل اسماعيل حسني حقي صديقه:‏

- إذا ضرط الزمان وصرت وزيراً فهل ترسلني في بعثة لأدرس الرسم في أوروبا على نفقة الدولة؟‏

ورد الصديق:‏

- أرسلك.. إذا ضرط الزمان وصرت وزيراً ولكن أين أنا من الوزارة يارجل؟.‏

وحدثت في إحدى سنوات الخمسينيات من القرن العشرين أزمة سياسية حادة في سورية وتداعت الأوساط السياسية إلى ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية تضم وزراء من جميع المحافظات السورية وبحثوا عن سياسي من منطقة دير الزور ليكون وزيراً يمثل المنطقة فلم يجدوا إلا صديق اسماعيل حسني حقي وفوجئ الرجل نفسه بإعلان اسمه ضمن تشكيلة الوزارة.‏

وعندما أعلنت الوزارة كان اسماعيل حسني حقي يقوم بعمله كمدرس رسم في احدى ثانويات دير الزور وما إن بلغه نبأ تعيين صاحبه وزيراً حتى ركض إلى مركز البرق وأرسل برقية إلى صديقه العزيز وضمت الرسالة كلمتين اثنتين فقط (ضرط الزمان).‏

وضحك الوزير صديق اسماعيل حسني حقي وفهم مغزى البرقية المؤلفة من كلمتين ووفى بوعده لصديقه وأوفده ببعثة دراسية إلى روما لمدة أربع سنوات، عاد بعدها يحمل شهادة عليا في الفن التشكيلي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية