جلست أمام نافذة تشرف على بحيرة واسعة، وهنا سألتها ابنتها: هل تلاحظين أي تغير في المنظر؟
أجابت الأم: طبعاً. أنت لا تمسحين الغبار أبداً؟!
- بعد نهار طويل مضن، قدت سيارتي عائداً إلى البيت، وفي الطريق التقيت عجوزاً واقفة إلى جانب سيارتها وقد فرغت إحدى عجلاتها من الهواء، فأخذتني الشفقة عليها إذ تصورت أمي في الوضع نفسه، فتوقفت لمساعدتها، وبعد لحظات وصل مزارع شاب في شاحنته، وتوقف أيضاً للمساعدة، قال لي وهو يعاونني في إبدال العجلة الفارغة: إنها تذكرك بوالدتك أيضاً. أليس كذلك؟!
- ساءني أن تتملك كلبتي عادة ردئية، وأنا مدرب حيوانات محترف، فقد راحت تشد ثيابي المعلقة على حبل الغسيل وترميها أرضاً، فعزمت على تلقينها درساً قاسياً: علقت فوطة بيضاء على حبل الغسيل، وكلما شدتها إلى الأرض نهرتها بقوة، إلى أن أقلعت عن عادتها.
وبعد أسبوعين علقت ثياباً على الحبل، وذهبت لقضاء بعض الأمور، ولدى رجوعي، وجدت كل الثياب مرمية على الأرض، ما عدا الفوطة البيضاء.