عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وذلك بمقر الدائرة، و للإعلان عن تفاصيل المعرض والفعاليات الموازية قدم المؤتمر خالد مسلط مسؤول الاتصال الحكومي ثم تحدث عبد الله بن محمد العويس رئيس الدائرة مقدماً رؤية الشارقة في احتضان مثل هذه الفعاليات وجاء في كلمته: يسر دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة أن ترحب بكم أجمل ترحيب مع انطلاق حدث ثقافي جديد، ليتواصل الدور الريادي لعاصمة الثقافة العربية في الاحتفاء بالمعارف والثقافات والفنون الإنسانية الجادة والراسخة، عبر فعاليات نوعية تعمق العلائق بين الفن والمجتمع، في السبيل لإقامة حوار حضاري شاهد على الأصالة وقادر على مواكبة الراهن واستشراف المستقبل.
من بين هذه الفعاليات يأتي معرض (بلاد الشام) الذي يضم مجموعة منتخبة ونادرة من مقتنيات حاكم الشارقة، متضمناً مجموعة من الأعمال الطباعية البارزة التي أبدعها أكثر من ثلاثين فناناً استشراقياً قاموا خلال القرن التاسع عشر الميلادي، بالعديد من الرحلات الفنية الشهيرة متوجهين إلى بلاد الشام وعدد من البلدان العربية، ليوثقوا كثيراً من المشاهد الحياتية والأثرية العاكسة لواقع البلدان وأحوالها في ذلك الزمان.
الجدير بالذكر أن هذه المجموعة المنتخبة من أعمال المستشرقين تعرض للمرة الأولى في الشارقة، مما يشكل أهمية خاصة لهذا المعرض الفني المتميز ومايتضمنه من مختارات تحمل من التنوع والإبهار ما يدلل على عظمة الموروث والتاريخ العربي.كما قدم هشام المظلوم كلمته حول تفاصيل المعرض والندوة الفكرية المصاحبة والورش المصاحبة للفعالية جاء فيها: ينطلق معرض (بلاد الشام) بالتعاون بين إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام وإدارة متاحف الشارقة مسبوقاً بمعرضين آخرين هما (رحلة إلى بلاد فارس) و(الفنون العربية من القاهرة من خلال آثارهما).. لتشكل هذه المعارض سلسلة مترابطة من المعارض التخصصية الكبرى، التي تضفي على الساحة الفنية مسحة من الفنون الحضارية المرتبطة بالحياة السالفة وما تضمنته من إنجازات مادية ومعيشية.
يضم المعرض 171 لوحة منفذة بالطباعة الحجرية، كما سجل وقائعها وآثارها الكائنة آنذاك في الربوع المترامية الأطراف نخبة من الرسامين المأخوذين بسحر الشرق وأسراره وآثاره، محاولين ثبر الأغوار وتوثيق الحياة على حالتها، بما يتوافق مع رؤاهم وتوجهاتهم. أبدع هذه اللوحات أكثر من ثلاثين رساماً ينتمون لعدة بلدان أوروبية، من أبرزهم ديفيد روبرتس، ماك فارلان، بارتليت، ستانفيلد، وليامز، كالكوت، تيرنر. لتؤكد هذه الأعمال على البعد الحضاري العميق لبلدان الشام بتاريخها الممتد عبر آلاف السنوات.
توزع الأعمال على أربعة أقسام رئيسية هي: فلسطين، الأردن، لبنان، سورية.
هذا ويتضمن البرنامج الموازي ندوة فكرية تعقد في مقر دائرة الثقافة والإعلام يومي الأحد والخميس 23، 24 ايلول، وكذلك مجموعة من الورش التخصصية في فن الحفر يقدمها ثلاثة من الفنانين العرب من فلسطين، الأردن، سورية، إضافة إلى برنامج تعليمي وزيارات جامعية ومدرسية.