تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المنتج الثقافي كيف استلهم تحديات الأزمة..؟!

ثقافة
الخميس 20-9-2012
آنا عزيز الخضر

لا نبالغ إن قلنا بأنه لم يغب الهاجس الوطني عن أي نتاج ثقافي، خلال الفترة الأخيرة في سورية، فكان المحور الأهم والملهم والموجه والمنبر الذي يعلن كلمة الحق

، وقد ارتبط كل نتاج على مجالاته وأشكاله بالهموم الوطنية، بدءاً من القصة القصيرة إلى الأدب والدراسات، إلى الشعر إلى المسرح وكافة الفنون، كلها تداخل في مفرداتها وعوالمها، وبين ثنايا سطورها الهم السوري بأحداثه وأحزانه وتطلعاته إلى الغد الأفضل والأكرم.‏‏

فإن حضرنا أمسيات قصصية تحضر فيها تلك الأجواء، وإن رأينا أعمالا درامية، نرى أنها تحكي وتتلون في الطرح لكل ما يعود على سورية بالخير، وإن قرأنا في الصحف، لنشهد كيف تتسابق الأقلام في التعبير عن التقديس لهذا الوطن، وإن تابعنا مسابقات أدبية، لوجدنا كتابات تتسابق إلى التعمق في الأزمة السورية، ونقل مجرياتها وتبعاتها وآلامها، وان تمعنا قليلا، ولوعلى سبيل المثال بالمرور على مسابقة أدبية على مستوى الشباب، لوجدنا العناوين تتركز في تلك الأحداث منها (ذكريات لا تنسى) (الربيع والضياع العربي) (كرمال عيون الشهداء) (رسالة إلى أمي سورية)، وإن ركزنا على الأغاني لوجدنا منها (بدي غازل سورية) (نحنا ولادك سورية) (سمعت الشمس تهمس همس صباح الخير سورية) وغيرها الكثير، وكلها تتغنى بمجد الوطن، وفخر الانتماء له، كما التحدي والصمود في كل أشعارها وكلماتها، وإن سألت من شارك في إنجازها، فيسارع بجوابه متحدثاً - مثلاً (ماهر الأحمد) مسؤول عن فرقة الموسيقا العربية لشباب سورية، التي صدرت ألبومها الأخير حول الوطن، فقال عن ذلك:‏‏

عند ما يستشهد أحد نحزن جميعنا عليه، فهو فقيد الوطن، وكل ما تمر به سورية هوهم يسكن في قلب كل سوري، وإن عبرنا في أغانينا، فإنه رد فعل طبيعي، وعلى الفن والثقافة أن يكونا صورة حقيقية عن الواقع، وبالتالي على اللحن والكلمة والشجن الحاضر في فنوننا، أن يجسدوا نبض الناس، وقد عبر جميع أفراد الفرقة عازفين ومغنين ومؤلفي كلمات، عن حبهم لهذه لأرض، ثم التعبير في ألبومهم عن استعدادهم للدفاع عنها بالروح، وليس بالكلمة واللحن فقط، وينقلون مشاعر كل الناس، لأنه لا بد للفن من أن يكون صورة حقيقية، يعبر عن الانتماء والتمسك بالوطن، ويكون على الدوام في خدمته، ويبقى اسم سورية في الأعالي، فهي وطن الجميع، الذي يحتضن كل الأطياف والأديان والبيئات التي تقدسه جميعها، وقد عبرت الأغاني عن كل ذلك، وصورت مشاعر الإقدام للدفاع عنه وصونه.‏‏

أيضا لوسألنا احد من كتاب القصص مثلاً (بيان الكنج) كاتبة قصة القصيرة وصاحبة (حب له صوت خرافي) وقد أكدت أن استمرارية الشعب السوري في العمل في كل القطاعات له دوره في التحدي فقال: شاركت في مسابقات أدبية وثقافية عدة، وقد برز فيها جميعها ارتباط أعمالها بأزمة الوطن بشكل أوبآخر، فالشعب السوري يحارب بالكلمة، حيث يراد من هذه المؤامرة شل عقولنا وأيدينا عن العمل، لكن الواقع يقدم جوابه وتحديه لكل ذلك، فالجميع يعمل، كأنهم يشاركون في حرب حقيقية، ولم يتخل احد عن دوره، وها هي قصتي الأخيرة، وإن كانت تتحدث عن قضايا المرأة ومشكلاتها ومشاعرها وصراعاتها في السياق الاجتماعي، إلا أنها مثلها مثل أي نتاج الثقافي، يعبر عن روح الإبداع الذي، يتمتع فيه الشعب السوري، حيث لم يتوقف عن العمل في كل المجالات، رغم صعوبة الأوضاع.‏‏

حقيقة لم يتوقف هذا الشعب الزاخر بالعطاء، عن الخلق المستمر والإبداع الصامد والمقاوم، والذي يتحدى وسط الأحزان والموت، فيقول كلمة الحق، إذ نلحظ الانجازات الثقافية والأدبية هنا وهناك، تؤكد الصمود بكل الأشكال وعلى جميع الجبهات، حيث أكدته سورية - الأم - بصمودها، مثلا في كتاب (سورية عام من الدم) للكاتب نبيل صالح يرسم مشهدية واقعية ودقيقة للواقع وحقائقه، ويستحضر كل ما مر في فترة الأحداث السورية بكل شفافية وموضوعية، فيقدم برؤيته، التي تحمل كل الصدق والإجلال للوطن، ما يتطلب الحفاظ على الوطن من قبل الجميع، حيث تطرق إلى تفاصيل دقيقة جدا، وذكر أحداثاً كثيرة، وأضاء مفارقات وتناقضات نعرفها ونعيشها جميعنا، ويدفع ثمنها الأبرياء، كما ويتعمق الكاتب في رؤيته الشاملة، من خلال الذكر للكثير من الوقائع، ذات المؤشرات الأبعد، ومن كل الزوايا دون تحيز مقدما رؤية تحريضية، تفضل مصلحة الوطن على كل شيء دونها، وقد أضاء على كل الظروف والمواقف والممارسات، التي تحاول الطعن به والنيل منه. وقد كثرت الإبداعات التي تناولت الأزمة السورية، من جوانب أخرى، حيث تواجدت كتب، تعمقت في الأزمة من خلال رؤية سياسية بحتة مثل (سورية الاستهداف والمؤامرة) حيث خاض الكتاب في آليات المؤامرة وأساليبها ومحركيها وداعميها، من الصهاينة والأمريكان والغرب، وأضاء كيفية العمل على اختراق الوطن بالفتنة، وغيره الكثير من الأبواب، التي تضيء على الأزمة من كافة جوانبها، ليؤكد في النهاية مثله مثل باقي الانتاجات الثقافية الأخرى، أن الحل الأسلم يجب أن يكون بيد الأبناء والتمسك بالوطن، الانتماء إليه والحفاظ عليه، وهذه القراءات المتعددة الدقيقة، قالت كلمة الحق وقدمت صوت الناس، عبر منجز ثقافي، كل يقدم ما عنده من زاويته.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية