وتختلف العوامل التي تدفع الأهل عادة لتسمية المولود الجديد من عائلة إلى أخرى ذكر الدكتور (بسام عليق)في كتابه الوافي في الأسماء العربية ومعانيها ,ثمانية عشر عاملا تساهم في تحديد الأسماء منها العامل التقليدي وهو عامل مستقى من حياة العرب أنفسهم ومن عاداتهم كأن يختار المرء اسما تفرضه حياة الصحراء الصعبة فيكون له وقع معين في النفس فمن يسمعه يدب الذعر والخوف في قلبه مثل صخر-غضنفر-وكأنهم يريدون باختيارهم لتلك الأسماء أن تحمل أمنياتهم في الكيفية التي يريدون ولدهم عليها.
وكذلك يعد العامل الديني من العوامل الهامة في اختيار أسماء الأولاد وذلك بسبب قوة التأثير الديني في المجتمعات العربية وغالبا ما تكون الأسماء مأخوذة من أسماء الأنبياء أو أقربائهم مثل إبراهيم-إسماعيل-محمد.
وهناك أسماء مستقاة من ألفاظ من القران الكريم مثل كوثر-رمضان-آيات-بالإضافة إلى أسماء الصحابة بالإضافة إلى أسماء الصحابة وتعتبر أسماء المهن من أشهر الأسماء وخاصة بالنسبة للكنى ففي العصر القديم كان المرء يعرف بمهنته أكثر مما يعرف باسمه كالخياط والحداد والغنام والدباس أما العوامل العائلية فتتجلى في تسمية الابن الأكبر لولده على اسم والده ويسمي الأب الولد الثاني على اسم أخيه وهناك من يسمي ابنه أو ابنته على اسم
احد المتوفين من الأخوة أو الأخوات .
أما العوامل التاريخية فهي قيام بعض الناس بتسمية أولادهم وفقا
لأسماء المشاهير من القادة والحكماء والفنانين والأبطال مثل خالد طارق فيروز . وأناس آخرون يقومون بالتسمية على أسماء عربية قديمة من باب الافتخار والاعتزاز بالعروبة والتاريخ العربي وقد لوحظ ثمة عودة إلى هذه الأسماء رغم الانتكاسات العربية على المستوى النضالي والكفاحي ومن هذه الأسماء تغلب وربيعة ومضر وكندة .
وهناك من يسمي لنذر نذره أو منام رآه وهؤلاء غالبا ما تكون في عائلتهم حالات وفاة متكررة أو تشوهات خلقية فيسمون أسماء قبيحة من باب رد الحسد مثل أعور أو ظالم.
وبعض الناس يسمون بحسب المدن والأماكن المقدسة مثل الشامي والمقدسي والمكي وبعض الناس يتأثرون بالثقافات الأجنبية فيقومون باختيار أسماء بعض أبطال المسلسلات التلفزيونية والتي تنال شهرة كبيرة عند عرضها مثل كاسندرا نسبة لبطلة المسلسل المكسيكي الشهير.
وبعض الأهل يختارون أسماء لها وزن موسيقي أو تتضمن تناغما مع بعضها من دعد-وجد-وفي بعض الحالات تكون أسماء الأولاد كلها أخيرا لابن من الإشارة إلى أن بعض الأقطار العربية أو المدن تختص بأسماء لا تشتهر بها غيرها أي تكون مثل اسم عبد الودود تكاد تقتصر مدينة حمص السورية بهذا الاسم دونا عن المدن الأخرى بينما تأخذ بمصر منحى المثنى مثل محمدين وحسنين وعوضين .
ولكن كثيرا ما يكون اختيار الاسم محط خلاف بين الوالدين حيث يناقشون هذا الموضوع إلا بعد مجيء المولود وعندما يتشبث كل واحد برأيه فتقع الإشكالات فمن الأفضل أن تتم مناقشة هذا الموضوع بأوقات مناسبة قبل الولادة كي لا يفسد أحد الوالدين فرحة قدوم طفلهما على الحياة.