ويرى دون أن نقطع لسانه أو نمزق إذنه أو نفقأ عينه حتى نقتله عمداً .. إن من قمة البشآعة أن يكـون شخصاً بلا ضمير مع الآخرين ومع نفسهُ ايضاً .
والعرب (( عرب الرجعية )) اليوم وبشكل مفاجىء قرروا أن يستيقظ هذا الضمير على سورية فقط وبالطبع وكالعادة ليس خشية على سورية الوطن أو سورية العروبة وإنما على مجموعات إرهابية تعتاش كل يوم على دماء الأبرياء (( ميليشيا العدو السعودي القطري الصهيوني )) وأي صحوة هذه وبالطبع الكلام كثير حول هذا الأمر ولكن للتذكير فقط
هذه الدويلات اعتـادت عيونهم وضمائرهم منذ عشرات السنين على الدماء الفلسطينية في الأخبار اليومية, وتعودنا عليهم بأن ردود أفعالهم شبه معدومة حتى أصبحوا لايثورون ولا يصرخون فقط يكتفون بالصمت .. واللجوء لتغيير محطة فكاهية وراقصة الضحك , لكي يقنعوا أنفسهم سعيدين ومتفائلين بالسلام رغم أن العرب المقهورين بفلسطين أو العراق أو جنوب لبنان إبان الاحتلال الصهيوني يصرخون بدواخلهم , ويبكون لما يحدث لهم من احداث يومية مؤلمة.
فحـال العرب (( عربان الخليج )) في مجتمعهم أصبح مخزياً لتاريخهم العظيم وأجزم لو أتوا رجالاً ونساء في ذاك التاريخ لتبرؤوا منهم!..لقد تفّشت فيهم العنصرية والإرهاب ؛ وأموالهم كرست كل المصائب على الأمة وإعلامهم أدى إلى التفكك والإنحلال وفقدان الهوية العربية , أصبحوا لايثقون ببعضهم البعض وبلا » عروبة حقيقية »..
فماذا بعد فلسطين والعراق ولبنان والبحرين ؟..
يهتفون بأنفسهم وهم قابلون بوضعهم الإجرامي ولكن دواخلهم تصرخ بهذا الطغيان التي يشع فيه الإجرام . فهناك أهداف البعض عدوانية لمشاركة مع الطواغيت من أجل أن يعـيش على المـال , وليس أن يعـيش بكرامة وعزة بهذا التراب الذي أحتضنه منذ أن كان في المهد إلى حتى الآن ..! لم تعد اسرائيل فقط كما نعتقد في السابق بل أصبحت حتى الدول العربية أعداء لأنفسهم ولنفس الوطن..
فقبل أن يشّرف هذا العدو بجيوشه الغازية في الديار العربية فقد دمروا من خلال الغزو الفكري هذا الضمير وجردوه من كل شيء بما فيه » الشرف العربي والنخوة العربية .
من المـؤكد البعض منكم سمع أغنيـة » الضمـير العربي » التي يغنيها أكثر من مطرب عربي شارك فيها , فشكـراً لكاتب هذه الأبيات وشكـراً لكل مطـرب ساهم بصوته في نـداء الضمير على أمل أن تصحـو ضمائرهم وتسمع لندائهم و تشعر لعواطفـهم الجيّـاشة ..
ولكـن برأيكم هل تحمي هذه العاطفـة على الأطفال الذين يعذبـون يومياًفي فلسطين والبحرين وشرق نجد والحجاز وجنوبها وساحلها ؟.
وهـل تحمي النسـاء اللواتي يلاقين أبشـع الإهانات يوميا من خلال هضم الحقوق وجعلهن عبارة عن جزء من أثاث المنزل وفي أحسن الحلات وعاء يفرغ فيه الغرائز ؟.!..
اعلموا جيـداً ياعربان أن تلك الشعـوب المعّذبة ليسـت بحاجة إلى عاطفتكم الكاذبة وأعمالكم الخيرية التي تمولون بها القوى الظلامية ومليشيات القتل والدمار والتكفير بقدر ماهي بحاجة إلى أن تعلنوا صراحة انسحابكم من هذه الأمة وانضمامكم صراحة إلى أي أمة تريدون .
لأن الانتماء للعروبة يعني القدس أولا« والوحدة العربية والشهامة العربية والأخوة والرحمة والأهم من كل هذا وذاك العروبة تعني الضمير العربي الذي قتلتم جزءاً كبيراً منه وبعدوانكم على سورية تريدون أن تجهزوا عليه وتقتلوه .