تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحلُّ سوري

حدث وتعليق
الخميس 20-9-2012
ناصـــر منـــذر

يبدو أن الولايات المتحدة وأتباعها في الغرب, وأدواتها في المنطقة لا يريدون التعلم من أخطائهم السابقة بعد, ويصرون على وضع العصي في العجلات أمام أي حل سلمي للأزمة في سورية,

وما زالوا يلهثون لاستصدار قرار من مجلس الأمن يشرعن لهم التدخل العسكري على غرار السيناريو الليبي, بعد أن فشلوا بتحقيق أهدافهم العدوانية على الأرض, والأسباب وراء ذلك لم تعد خافية على أحد, وهي باختصار محاولة إخضاع سورية للتبعية الأميركية, وثنيها عن مواقفها الداعمة للمقاومة, والرافضة لمشاريع التقسيم والهيمنة في المنطقة.‏

منذ بداية الأزمة لم تترك المنظومة العدوانية وسيلة إلا وجربتها لتأجيج العنف, والحيلولة دون الوصول إلى حل يلبي تطلعات الشعب السوري الذي حاصرته بتلال من القرارات العدائية التي استهدفته بلقمة عيشه, في محاولة يائسة لكسر إرادته وصموده, وتقاسمت الأدوار فيما بينها لإجهاض المبادرات والحلول السابقة, والتي التزمت بها سورية وتعاونت معها إلى أقصى الحدود, وآخرها مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان, واليوم هناك محاولات حثيثة لإفشال مساعي خلفه الأخضر الإبراهيمي, لأن القوى المتآمرة تريد حلا يكون مفصلا على مقاس مصالحها الاستعمارية فقط, وغير ذلك يعني بالنسبة لها هزيمة كبرى جديدة تضاف إلى سلسلة هزائمها المتلاحقة.‏

إذاً فحملات التجييش ضد سورية, ومساعي الغرب المحمومة لإبقائها في دوامة عنف لا تنتهي باتت توضح مدى الحقد الدفين للدول الاستعمارية الحالمة باستعادة عهدها الاستعماري من جديد, وأسقطت كذلك القناع عن بعض الأنظمة العربية التي كشفت دون خجل أو حياء عن عمالتها وارتهانها لأميركا والغرب, وأبت إلا أن تكون رأس الحربة في المشروع الصهيو-أميركي, وتقوم بحرب وكالة نيابة عن إسرائيل ضد سورية التي مازالت تدافع عن القضايا العربية رغم تكالب الأعداء عليها, وتدفع أثمانا باهظة من أمنها واستقرارها وحياة أبنائها من أجل الحفاظ على هوية العرب وكرامتهم وعزتهم.‏

السوريون وجهوا العديد من الرسائل البليغة خلال الأزمة, فأكدوا تمسكهم بقرارهم الوطني المستقل, ورفضهم القاطع لأي تدخل خارجي, وأي مساع أو مبادرات جديدة للحل يجب أن تمتثل لإرادة السوريين أولا, وتحترم رغبتهم بأن يكون الحوار السبيل الوحيد للخروج من الأزمة بعيدا عن أي املاءات أو ضغوط, فهم كانوا على مرّ التاريخ ومازالوا أصحاب سيادة وقرار, ولن يقبلوا بتاتا بأي حل يفرض عليهم من الخارج, فالحل أولا وأخيرا بأيديهم دون سواهم, وهم أصحاب الشأن في ذلك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية