نحن نعرف أن دراسة التمريض لعب وتسلية فلماذا كل هذا التشديد وتطبيق النظام علينا ويتابعون:كان لدينا حصة تسمى دراسة حرة نطالع فيها ما نشاء حرمونا منها وقالوا لنا تعالوا نعطيكم دروساً بما أنتم مقصرون, حتى فرص الاستراحة لم تعد موجودة, البعض لا يعرف هل هو في مدرسة أم كلية أم سيكون معهداً عالياً للتمريض, هل سيكون تابعاً للصحة أم لوزارة التعليم العالي لا يعرفون!!.
بعضهم قال: نحن جزء صغير في مشفى كبير لا يتسع إلا للأطباء نحن مسحوقون في مهنة نبيلة لا يعترف بنا المريض, ولا يثق بنا الطبيب هل نعمل مستخدمين??
يتساءل آخرون: هل يعقل أن نكون 104 طلاب ويدربنا طبيبان فقط?هل حقاً وزارة الصحة فقيرة إلى درجة لا تستطيع فيها طباعة الكتب وتوزيعها لنا?
وبعد تجمع الطلاب حولي يتحدثون عن مادة اللغة الانكليزية وهروبهم الجماعي بحجة أنها مادة للصف السابع وليست مادة تخص التمريض. ويتخيلون أنفسهم عندما تسألهم لجنة البعثات مثلاً بالانكليزية عن سؤال طبي هل سيجيبونها بحوار للأطفال.
في هذا الوقت طلب أحدهم من إدارة المدرسة أن نذهب فوراً لمديرتها لأنها لا تسمح لأحد بالدخول إلى المدرسة والتحدث مع طلابها من دون إذن مسبق, شعرت وقتها أني اقتدت (موجوداً) إليها محاولة فيما بعد تأكيدها وحرصها وأمانتها وأن وجود باب المدرسة مفتوحاً مرده إلى وجود أعمال صيانة وبعد أن لانت لغة الحوار بيني وبين الدكتور صباح سلمان (مديرة المدرسة) عرضت عليها بوجود أعضاء في هيئة الإدارة والتدريس ما يقوله الطلاب, فرد المعاون:(حيرونا هؤلاء الطلاب كان منهاجهم بالانكليزية صعباً وعندما أصبح سهلاً صاروا يهربون منه), تدخلت المديرة وقالت: ما دام الهروب جماعياً فالخلل ليس من الطلاب إذاً من أجل ذلك اجتمعت بهم ولم ألحظ أن شكواهم في محلها لأنه بالرغم من سهولة المنهاج فنسبة الرسوب في المادة كبيرة, لكن الدكتورة صباح نسيت أن تستجوب طلابها بغياب مدرّسة المادة وليس بوجودها مما أحرج الطلاب ومنعهم من قول السبب الحقيقي.
تقول المديرة: نحاول أن نغرس فيهم قيماً جديدة في مهنة التمريض وأنا لست قادرة على خلق الاحساس لديهم بأهميتهم وأنهم يجب أن يغيروا نظرة المجتمع إليهم بجهودهم. وتتابع : طموح الطلاب قليل, ماذا أعمل? نحن لا نستورد مناهج من الباكستان أو من الاتحاد الأوروبي ونطبقها عليهم لدينا استراتيجية خاصة للتمريض في سورية ونستفيد من تجارب الآخرين لنرتقي بمهنة التمريض حيث يصبح على الممرض أن يستلم مريضه ويطبق عليه المهارات التمريضية والسريرية كاملة.
> هل من واجب الطالب لديكم أن ينتظر كي تكتمل الاستراتيجية وتطبق, كم من السنين سيبقى?
>> لا أستطيع أن أقول إنه قبل 2010 سينتهي تطبيق ما تشاء وزارة الصحة من رفع وتحسين مستوى خدمات التمريض لكن طلابنا يعتقدون أن أكاديمية الآغا خان ومركز التعاون الايطالي يفرض علينا أنظمة وهو يقدم لنا خدمات هل نرفضها?
> هناك فجوة كبيرة وماذا تفعلون في سبيل ردمها?
>> طالب التمريض يشغل في المشفى كمستخدم الآن ممنوع تشغيله بغير خدمات تمريضية وقد اعتمد هذا في المشفى الوطني ومجمع الأسد الطبي, كما أن الطالب بعد تخرجه من المدرسة بعد ثلاث سنوات بدرجة دبلوم يحصل على بكالوريوس بعد عمل سنة بالباكستان وهو ما يسمى (تجسير) وليس (ماجستر).
واعترفت الدكتورة أخيرة أن من حق الطلاب أن يكون الكادر التمريضي لديهم بإدارة هيئة تمريضية مستقلة ونقابة خاصة بهم بحيث يشعرون بذاتهم ويستطيعون تحقيق شخصيتهم المهنية.
وعندما قمت برفقة المديرة بجولة في أرجاء المدرسة وقاعاتها أعربت عن حب الطلاب لمدرس ممرض تخرج من الدفعة الأولى وتابع دراسته ليعود مدرساً وهو النموذج الذي يحبه طلاب مدرسة التمريض لأنه يفهم عليهم ويفهمون عليه بينما يشعرون بغربة عندما يعطيهم مدرس طبيب لأنه يشعرهم بفوقيته وهم لا شيء أمامه.
هذا الشيء الذي أردت الحصول عليه من هيئة الإدارة التي تحاول أن تطور المهنة وتعرف حقوق الطلاب وحاجاتهم لكن الرياح تجري ببطء مع السفينة.
وبانتظار أن تصبح مدرستهم كلية تمريض ويستلمون كتباً مطبوعة وتؤخذ مهنتهم على أنها مهنة تقترب كثيراً من مهنة الطبيب, ويسمعون كلمة المشرفين عليهم قائلين لا ترغبوا بالعمل في المشافي الخاصة بأسعار رخيصة فأنتم أغلى من ذلك عليهم أن يثقوا فعلاً أنهم الأغلى بالفعل لا بالقول.