تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعيونها ... آدم بين اليوم والأمس..

آدم
الاربعاء 27/12/2006
هند بوظو

(رني الإبرة..بترن) هكذا كان حال البيت حين يدخل إليه (الأب) أيام زمان..‏

بات المكان الآن يمتلىء صخباًً وهرجاً.. بحضور هذا الأب, يبدأ الأطفال بالارتماء بين يديه شاكين له تعسف أمهم, وغضبها وصياحها على الطالع والنازل? وحصارها الدائم لهم, وتشددها بضرورة الالتزام.. والنظام..‏

حضور (الوالد) يعني مزيداً من التحرر من ضغط (الوالدة) ليلقاهم الحنون بكل العطف والتعاطف مع مأساتهم (معي) ليسألهم بكثير من الشك والتشكيك بسلوكي وطريقة تعاطي معهم: ماذا فعلت بكم الماما.. اليوم!! بعد نظرة متفحصة سريعة للوجه العابس الغاضب.. لتلك الأم.. يستدرك.. باسماً غامزاً بطرف عينه نحوهم.. أرجو أن لا تكونوا سببتم لها المتاعب..‏

وبوجود طفل غير شكل يأخذ بزمام المبادرة.. ناظراً للأب بأسف قائلاً (الله يعينك.. يا بابا)!! مدارياً الأب ضحكته وشماتته (بي) مؤنباً ابنه بكل ذوق ولطافة: عيب يا ولد.. هذه ماما!!.‏

مشهد يتكرر كثيراً في أسرنا.. الآن.. فهل نتحسر على أيام كنا مختبئين فيها وراء امهاتنا خجلاً وخوفاً.. بعدما أعلمته (بغفلة عنا) بما فعلناه ليحسم هو المسألة.. لصالح كل الأطراف..‏

لا اعتقد أن العواطف الجياشة والحنان الفياض الذي هبط على الأب بين ليلة وضحاها.. جاء على خلفية بريئة من تخطيط وتدبير مع سبق الاصرار والترصد منه.. نحو حواء هو تحصن بعواطفه (وتعاطفه) وجعل منهما (خطة عمل تربوية) ليخفف أو ليتخلص من مسؤوليته (كأب.. حازم) يردع عند الخطأ, ويتشدد عند الأزمات, يفصل بين المتخاصمين, ويهدىء روع الخائفين, دون أن يضيع جهد الأم, وهيبته كأب, ويرد ساخراً: الهيبة!! هذا وصف متخلف غير عصري.. وأسأله: من المسؤول عن التسيب والفوضى واختلال النظام داخل البيت والمدرسة وفي الشارع? يجيبني بكيد ومكر.. اسألي.. صديقاتك!!..‏

أتوقف عن الحوار.. وأنا مدركة أنه تخلى عن دوره كمرجع وسلطة لصالح رغبته بالمحافظة على اعصابه وصحته اتقاء من (جلطة) وليتفرغ لدوره ومهامه الجسيمة, ومسؤولياته الضخمة, فالنهضة تحتاج لرجال.. لا لآباء.. فالأم تهز السرير.. لتهز العالم.. فلا تهزي بدني..‏

لقد نسيت يا سيدي (الاستثنائي)..‏

(أن المرأة.. ربت ثور.. ما فلح)..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية