( لقد تزوج الثانية)
لماذا فعلها..??
كنت أقرأ أفكاره, وأجيب على ما يجول في خاطره, أسهر على راحته, وأصادر شكوى أولادي كي لا يزعجونه بطلباتهم, عملت زوجة وسكرتيرة, وممرضة أنظم له أوقاته ومواعيد دوائه, وأحرص على صحته..
لماذا تزوجت?? سألته, وتوقعت إجاباته من نوع:
(الشرع حلل مثنى وثلاث ورباع) أو (لم نعد نتفق في نمط التفكير) أو ربما سيقول لي إنني كبرت, وإن شعري الفاحم الذي عشقه في غفلة من عمري قد مله الآن بعد أن غزاه الشيب, أو لعله يجيب كالرجال الآخرين وأسطواناتهم الجاهزة أنني أهمله ولا أهتم إلا بالبيت والأولاد.. لكن جوابه كان مفاجئاً, بل صاعقاً, تخيلوا أن السبب كان اهتمامي الشديد به, فهل هذا سبب منطقي?
وهل يتزوج الرجال في الغالب لأسباب منطقية?
إنه يتزوج احتجاجاً على رعايتي واهتمامي به, فهل هو معذور أم (بطران)?!
***
أريد أن أعود.. رجلاً...!!
نعم تزوجت ثانية..
تريثوا قليلاً قبل أن تحكموا عليّ, وخففوا من وطأة الحكم حتى تستمعوا إلى شكواي..
تزوجت كي أشعر أنني رجل تثق به زوجته, وتحترم خياراته, وقدرته على تحمل المسؤولية.. إنها تعاملني كطفل يحتاج للرعاية الدائمة, وتحاول تغييري بشتى الوسائل.. وتريدني كما ترغب لا كما أنا.. إنها تحاصرني باسم الحب.. فلا تتركني أختار ملابسي أو حتى عطري لا أريد أن أكون أمامها كتاباً مفتوحاً تقرأ جمله بدون فواصل أو نقاط أريد أن تكون لي خياراتي, وأن أتحمل مسؤولية الأسرة, وأحل مشاكل أولادي.
زوجتي تلاحقني إلى العمل باتصالاتها لتذكرني بمواعيد الدواء, وأهمية شرب الزهورات بدل القهوة, وضرورة الذهاب للحلاق كي أقص شعري.
إنني أكاد أختنق من اهتمامها بي أريد أن أحس بحريتي وبكياني ورجولتي.. فهل أنا مخطىء??!