هذا السؤال لا علاقة له بتفاحة آدم, وإغواء حواء له.. إنما هي جملة تحمل في
طياتها نوعاً من الاستفسار المر, تلازمني منذ زمن بعيد, وبت أرددها في مواقف كثيرة, حين أشعر أن هناك يداً خفية, تمتد لتسرق مالا يجب أن يسرق في جميع نواحي حياتنا.
وأكثر ما أرددها عند الاستماع لنشرات الأخبار, ومشاهدة الموت اليومي الذي بات يقدم كأمر عادي جداً.. جداً.
من أكل التفاحة??
وما يهم, التفاحة التي أكلت, أم الفراغ الذي تركته عند اختفائها? أم الأكثر أهمية.. من أكلها?!..
يمر العام وننتظر آخر, فإن كنت ممن يعانون الاكتئاب بسبب فقد تفاحك.. فعليك مع بوادر العام الجديد أن تخوض تجربة التفاؤل ونسيان فاكهتك وفراغها وآكلها..
وكي تستقبل الأيام القادمة بقدرة أكبر على الاستمرار, عليك الابتعاد عن كل مايبعث الحزن..
غيّر الأماكن التي اعتدتها..
وانسَ ذاك المبلغ الذي سيأتيك من(غامض علمه« وأعلن التمرد على برنامجك اليومي, والأهم عليك أن تمتنع عن مشاهدة نشرات الأخبار ومتابعة دمار العالم من حولك.
وحاول أن تحصي النعم العظيمة التي تحيط بك..
ولتستمر وتستقبل عامك الجديد, عليك أن تقنع نفسك أن هناك أشياء كثيرة تستحق أن نستمر بها ومن أجلها..
وكل عام وأنتم بخير.