الطواخرة الأثري الذي أصبح جاهزاً كحي أثري تاريخي متطور لاستقبال السياح فيه بحماماته وأزقته الضيقة وقصوره كقصر أسعد باشا العظم وقد أعيدت إليه البنى التحتية ورصفت أرصفته وأنيرت شوارعه بشكل جذاب للغاية تتابع خطتها على قسمين( استراتيجي, وآني) وأما القسم الاستراتيجي فهو إعادة بناء حي الكيلانية الذي يعتبر مشروعاً عالمياً نظراً لأهمية الحي الأثرية والقيمة التاريخية لمبانيه والتي تتميز بثلاث نقاط الأولى: موقعها على ضفة العاصي مباشرة وذلك بتلاصق الأبنية مباشرة مع مياه النهر حيث تتغلغل المياه تحت البيوتات في بعض الأماكن وتشكل الحمامات الصيفية وهي عبارة عن مسابح ومصاطب للسباحة والتشميس مبنية تحت القصر ( البناء) وقد اشتهر بها قصر الطيارة عند جسر الشيخ عبد القادر الكيلاني, وحمام آخر في الزاوية القادرية الكيلانية( مقر الافتاء قديماً) وثالث موجود تحت بناء جامع نور الدين الزنكي( النوري) وهذا الطراز من الحمامات تنفرد به مدينة حماة فقط.
وتأتي الميزة الثانية لحي الكيلانية من حيث غناه بالأبنية التاريخية والأثرية حيث يضم قصر الحمراء ( الطيارة) وقد سمي بذلك الاسم لأنه يطل على النهر على شكل طائرة وهو يشبه العمارة العربية في الأندلس وهو قصر كبير كان يسكنه الشيخ عبد القادر الكيلاني ويعتبر مضافة للعائلة كما يضم حماماً عثمانياً قديماً يسمى حمام الشيخ وجامع الشيخ ابراهيم الكيلاني بالاضافة إلى الزاوية وهي لعفيف الدين الكيلاني وثلاثة عقارات سكنية. والميزة الثالثة لهذا الحي هي أهمية مالكيه وهي عائلة مشهود لها بالعلم والمعرفة والافتاء الديني وهم محط أنظار أهل المدينة ومن روادها. هذه الميزات الثلاث أعطت الحي أهمية كبيرة ووصفة عالمية, يقول المهندس أيمن السوس رئيس دائرة حماة القديمة: لقد سمعنا من الوفد الايطالي الذي زار حماة مؤخراً أن الطراز المعماري الذي كان سائداً في حي الكيلانية مازال يدرس في كليات العمارة في أوروبا كمثال على عمارة بلاد الشام أو العمارة الاسلامية.
وتقوم الدائرة حالياً باعداد الدراسات اللازمة لاعادة بناء هذا الحي ومن المتوقع البدء بتنفيذ المرحلة الأولى في ربيع عام 2007 ومن المتوقع أيضاً أن تصل كلفة المشروع نحو 650 مليون ليرة.
حماية الأسواق التاريخية القديمة: وهو المشروع الثاني بعد حي الكيلانية وقد بدأت الدائرة باعداد الدراسات اللازمة لترميم سوق المنصورية الأثري الذي بناه الملك المنصور عام 1205 والمعروف حالياً بسوق الطويل حيث يبلغ طوله 500م وهو من الأسواق المغطاة التي كانت سائدة تلك الفترة مثل أسواق حلب ودمشق إلا أنه الوحيد الذي بني كسوق وذلك بدليل وجود الخانات والحمامات على مساره الرئيسي والذي تتفرع عنه مجموعة من الأسواق هي سوق النحاسين بطول 250 م ويضم السوق كاملاً حوالي ألف محل تجاري لها تأثيره الاقتصادي على الحياة في المدينة.
ونتيجة الجهود الحثيثة التي تقوم بها المدينة فقد وافقت منظمة المدن العربية والتي تدعم بشكل كبير مدينة حماة على تمويل تنفيذ هذا السوق بقيمة مليون دولار أميركي. ومن الأعمال المنتهية في دائرة حماة القديمة سوق برهان الذي جرى ترميمه عام 2005-2006 ويعتبر المثال الأصغر لسوق المنصورية ويضم 120 محلاً تجارياً مع خان وجامع.
وتستمر عمليات الترميم بمدينة حماة بشكل متلاحق ومنتظم حيث وضع ترميم حمام السلطان الكائن مقابل جامع نور الدين الزنكي وإعادة بناء وترميم حمام الحلق قيد التنفيذ ومن المتوقع الانتهاء من التنفيذ صيف .2007
إضافة إلى أعمال ترميم لحجريات النواعير وإعادة بنائها وصيانتها وتسعى حماة القديمة لتبادل الخبرات والمعرفة مع المدن السورية والعربية والأوروبية للاستفادة من تجاربها الناجحة في ترميم الأبنية التاريخية وتشارك في كل الندوات والمؤتمرات وحلقات البحث التي تعقد في هذا المجال وتقوم بتدريب عناصرها والعاملين فيها على ترميم ومعرفة المواد القديمة من أجل انجاح أعمالها بالشكل الأجمل.