تحصي عدد المدخنين من الشباب الصغار.فلا يكاد يخلو تجمع لهؤلاء دون أن يعلو دخان سجائرهم المكان,وهم أيضا يدخنون الأراكيل في المقاهي فتيانا وفتيات ,أليس موضوع التدخين يرتبط بصحتهم ويستدعي الانتباه للتدخل?فان كانت الوفيات من قبل نتيجة الأمراض المعدية ,الا أنها اليوم نتيجة البيئة والسلوك, وقد بذلت جهود كبيرة خلال العقد الماضي للحد من التدخين بين الشباب وخاصة صغار السن منهم بأعمار 19-24 في معظم الدول الصناعية. وردّت شركات السجائر على ذلك بتحويل حملات التسويق النشطة لمنتجاتها نحو الدول الأقل نموا ومنها بلدنا, حيث ظهرت زيادة ملحوظة في تدخين السجائر. وقد يكون هناك تباين في انتشار التدخين بين شبابنا, إلا أن الاتجاهات العامة مثيرة للقلق فكثيرا ما نجد الشباب يبدؤون صباحاتهم بالسجائر والأراكيل. ألا يجب أن يكون هناك رقابة من وزارة الصحة على رواد المقاهي من الصغار خاصة تحت سن ال18 سنة?
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن عشرة ملايين وفاة في السنة تنتج عن تدخين السجائر, وتتنبأ بأن هذا العدد سيزداد إلى ثلاثة أو أربعة أمثاله خلال الثلاثين سنة القادمة. وطبعا شبابنا ليسوا بعيدين عن ذلك الخطر.
واذا كان علم الاجتماع يفسر ذلك برغبة الشبان في اثبات وجودهم ,وعدم ثقتهم بمجتمعاتهم وافتقادهم للقدوة الحسنة.فلا بد من الوقفة الجدية مع قضية صحة الشباب والعمل على اعادة الثقة في المجالات التي تحسن نوعية حياتهم كالتعليم والعمالة والمهارات الشخصية والمهنية والأكاديمية التي تسمح للأفراد بالإسهام في مجتمعاتهم.
بالاضافة لارتباط الشباب بأشخاص في المجتمع يوفرون فرص الإرشاد والتعليم النوعي والقيادة الصالحة وخدمات المجتمع. والأخلاق الحميدة المقترنة بالقيم كالمسؤولية الفردية والأمانة وخدمة المجتمع واتخاذ القرارات المسؤولة والنزاهة والعلاقات التي تعطي معنى وتوجيها لصغار السن. وخبرات بناء الثقة التي تمنح الشباب الأمل وتقدير الذات عن طريق النجاح في تحديد وتحقيق الأهداف.