تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تصدع استراتيجيات الهيمنة!

لوفيغارو
ترجمة
الاربعاء 27/12/2006
ترجمة سراب الأسمر

بين معركة بور-آرثر port - Arthur التي انتهت عام 1905 ومعركة ( فالوجة) التي لم تكتب نهايتها بعد قرن كامل قليلة هي

النقاط المشتركة بين هاتين المعركتين يبدو أن الحروب تغيرت بخطى أسرع من تغير المجتمعات التي هزتها , مع ذلك كلا هذين المشهدين العسكريين ابتكرا وهما يرمزان إلى تصدع استراتيجي عميق.‏

كانت معركة بور- آرثر أول إخفاق للغرب أمام خصم غريب عنه.‏

ونقشت إخفاقات الغرب العديدة في لاشعور الشعوب رؤية جديدة عن علاقات القوة, واليوم أصبح معلوماً من بيروت إلى كابول مروراً ببغداد أن الهيمنة الغربية إذا لم تكن قد هزمت فقد طوقت على الأقل.لقد تغير كل شيء خلال ثلاث سنوات بعد أن أبقت الحرب الباردة على رابح وحيد وفي كل ( مجالات اللعبة) تقريباً حتى ظهرت الديبلوماسية العسكرية لواشنطن مؤخراً , إذ نلاحظ بالنظر إلى حرب الخليج عام 1991 وتقسيم البلقان والاقصاء السريع لطالبان في أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول والحملة على العراق عام 2003 , كل هذه تعتبر برهاناً ساطعاً على الفشل , ومن ثم جاءت الحرب تلو الأخرى في العراق كما في منحدرات(Hindu Kuch) أما الأخيرة والمؤلمة فهي حرب الجيش الاسرائيلي على جنوب لبنان حيث رأينا كيف تفقد الهيمنة الأميركية و( حليفتها) خلال أشهر فقط جزءاً كبيراً من تأثيرها بالتأكيد , التفوق العسكري والتكنولوجي للجيش الأميركي وتلك التي يمكن تدوينها تحت قائمتها ظلت بعيدة عن اليد ولفترة طويلة.‏

لكن على الصعيد التقني المحض بدت عاجزة وسيئة ولاانتاجية في التزاماتها اليوم.‏

كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد? في البداية تأقلم الخصم وقام أيضاً بثورته العسكرية,وظهر حزب الله اليوم مثالاً لهذا التغيير,فقام بتدريباته العسكرية الجيدة وتوفرت له أحدث الأسلحة في جنوب لبنان لاسيما مضادات الدبابات.‏

أما في روسيا فقد تطورت صناعة الأسلحة وذلك بعد أن كانت قد تراجعت في سنوات 1990 مما يساعد على ردم الهوة التكنولوجية والعودة إلى وضع أكثر توازناً كالذي كان في سنوات 1970 وبشكل غير مباشر أصبحت مسألة حماية القوات من أهم أولويات الجيوش الغربية.وكانت الأسلحة المتفجرةIEDسبباً أساسياً لخسارات الغرب على مسارح العمليات الشرقية. وسهل وجود أسلحة محترفة وتقنيات عالية أمام المجموعات البسيطة توريط الدول الكبرى بنفقات عسكرية مدوخة كما حدث لأميركا حين ارتفعت ميزانية منظمتها المكلفة بتحدي التهديدات Jiedo إلى 3,4 مليارات دولار عام .2006‏

السبب الثاني يعود إلى صعوبة تأقلم الجيوش الغربية .والتطورات التقنية زادت بشكل ملحوظ وسائل الدمار السريعة الدقيقة والبعيدة المدى , الايحاء بالتهديد في المراحل الأولى للمعارك قد تصعب معرفة كم ستستمر المعركة.‏

في أفغانستان والعراق كان التهديد في المرحلة الثانية حيث لم يعد ممكناً تسميتها ( فترة استقرار) وهكذا يصبح استخدام القوة سلاحاً غير فعال وهذا كما صرح به قائد الجيش البريطاني بتسليط الضوء على مسألة الإطار السياسي لهذه التدخلات العسكرية نلاحظ أنه بالرغم من الوجود الأميركي في العراق والناتو في أفغانستان إلا أنهما لم يتمكنا من السيطرة عليهما ولا حتى إحلال الأمن.‏

المعادلة الاستراتيجية فاشلة من جميع النواحي : سواء على صعيد الإرهاب أم على صعيد العراق وأفغانستان أو خيبة الجيش الاسرائيلي أمام حزب الله, وأخيراً على الصعيد الاستراتيجي بإدخال ممثلين جدد في النادي النووي. وفي هذا كله يكتشف الغرب في عصر المعلومات الكثيرة وجود موقف أسوأ من الإخفاق وهو اللاانتصار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية