|
سنة المجهول آراء كما معظم دول العالم, عاما جديدا. وفي مثل هذه المناسبة يتبادل الناس عادة عبارة (كل عام وأنتم بخير) وذلك بأمل أن يكون العام الجديد عام خير, ولكن, غالبا ما تأتي الآمال دون مستوى التمنيات فإذا العام الجديد هو غير العام المرتجى.
ولا أعتقد أن أحدا يستطيع سلفا تخمين أسباب مثل هذه الخيبة لأن ما يكون قد خطط أو يخطط لمثل هذه النتيجة في مكان ما لا يكون باديا للعيان, ومن هنا يصاب حتى (المنجمون) بالخيبة لأن توقعاتهم لم تتحقق على النحو الذي صورته وسائل الاعلام وعلى مدى أيام قبل دخول العالم عامه الجديد, وإذا ما تحقق جانب من توقعاتهم فغالبا ما تكون قد بنيت على مجرد التخمين, شأنهم في ذلك شأن من يتقن فهم الأحداث المستمرة في دورانها حوله. ومن خلال قراءة متأنية للأحداث الدائرة حولنا في منطقتنا العربية لا بد أن يتوقف أحدنا أمام أحداث العام 2006 ليستشف ما يمكن أن تحمله لنا أحداث العام القادم وفي مقدمتها على سبيل التوقع تشديد القبضة الأميركية على القرار الإقليمي في عدد من دول المنطقة وصولا إلى الشرق المنادى عليه, الشرق الأوسط الجديد. إن أحداث العام الحالي وأبرزها على الإطلاق كما نعتقد جريمة شن العدوان الإسرائيلي على لبنان المقاومة في الثاني عشر من شهر تموز 2006 تؤكد لقارىء واقع المنطقة أن مسلسل الأحداث المدونة في سجل الاعتداءات المبيتة لضرب استقرار دول المنطقة من قبل إسرائيل وحلفائها لم تنته بعد, ومن غير المستبعد أن نشاهد بعضا من فصولها خلال الأشهر القليلة القادمة, في حال لم تسارع القوى المحبة للسلام والعاملة من أجل تحقيقه إلى لجم معدي هذا المسلسل وإفشال أغراضه السنة الحالية كانت في بعض مواقعها الجغرافية سنة استعراضية على نحو ما شاهدناه في الجانب المدعي بأنه يمثل أكثرية سكان لبنان على سبيل المثال, ومن ناحية أخرى كانت سنة فعل حقيقي شاهدناه واقعا على الأرض, أيضا في لبنان على سبيل المثال, وذلك على نحو ما تحقق بفعل انتصار المقاومة الوطنية وهزيمة المعتدين الإسرائيليين بعد ثلاثة وثلاثين يوما من محاولاتهم للسيطرة على البر والبحر والجو. ولأن المخطط الوارد في سجل الاعتداءات المبيتة لم ينته بعد, فمن الطبيعي أن تقودنا مثل هذه القراءة إلى إمكانية استمرار المحاولات الرامية إلى تطويع الذين يرفضون هيمنة القطب الواحد على العالم, لا على منطقتنا العربية فقط. وإذا كان أحدنا غير متفائل بالمعنى الحرفي لمدلول عبارة التفاؤل, فذلك لأن من يصاب بجرح مهما بلغت ضآلته, سيبقى متربصا بخصمه إلى أن يشفي غليله منه, كذلك هي اليوم إسرائيل ومن أىدها في عدوانها على لبنان, ستبقى تعمل على أن تشفى غليلها من لبنان المقاوم بطريقة أو بأخرى, ولا أعتقد أن العام المقبل علينا بعد أربعة أيام سيكون عام سلام يلبي حاجة دول المنطقة إلى الأمن والاستقرار, ولكن مع أملي بأن تكون قراءتي هذه لما هو مرتقب كقراءة المنجمين الذين يراهنون على شيء ولا Dr-louka@maktoob.com ">يتحقق! Dr-louka@maktoob.com
|