والتي جعلته متنفسا كبيرا بحجمه وذكراه، حقق من جملة ما حققه مرحا وسعادة للكبار قبل الصغار.. في جولة سريعة في أجوائه كانت لنا اللقاءات التالية:
السيدة غدير ظاهر التي تفترش مساحة من الأرض الخضراء مع عائلتها ولتقضي سيرانا ممتعا حسب قولها :»مي وخضرة ووجه حسن ومتنفس كبير لي ولعائلتي وبتكاليف بسيطة جدا» فالمواصلات مؤمنة ومجانية وكل ما نحتاجه موجود بالمعرض من الخبز إلى كل احتياجات أطفالي ومن معي نقضي به وقتا ممتعا ونتسوق ما نريده.
العم أبو ماهر يجلس مقابل الجناح السوري وعائلته للاستراحة من التجوال ولتناول بعض الطعام حيث يقول: المعرض بسنواته الطوال أصبح مرجعا وذاكرة سياحية وفنية وجمالية لكل من تمتع بأجوائه الخلابة ،وعندما نظر إلى نافورة المياه قال:لم أجد مكانا يعطيني راحة نفسية وفكرية مثل هذه القعدة البسيطة والمؤثرة بالروح قبل العقل الحمد لله وأدامها نعمة.
أم سامر لم تتجاوز الأربعين من عمرها حسب قولها تمنت أن يطول المعرض فالأجواء «ولا أحلى من هيك» والكثير من الأشياء تدعو إلى السرور مثل شراء الألعاب والملابس،والتنزه فالأسعار مقبولة والشيء الأجمل هي الألعاب للكبار قبل الصغار وليس عيبا انني قد لعبت وأطفالي فما يفرحهم يفرحني ومشاركتي لهم بالألعاب يعطيهم راحة ونفسية أفضل ويقربهم إلي، فمشاغل الحياة قد تبعدهم عني وهذه الفرصة التي ستعيدهم.
مجموعة من الشباب الصغار قبل العشرين من العمر يتساءلون عن الفعاليات المرافقة للمعرض ومن هو الفنان الذي سيحيي السهرة اليوم.
السيد أبو جورج وترافقه العائلة وسيدة على كرسي متحرك يقول: إن جو المعرض باتساعه واحتوائه على عشرات البحيرات المائية والأضواء ناهيك عن المساحات الخضراء الكبيرة ،تجعل منه متنفسا كبيرا للعديد من العائلات وخروجا من أجواء المنزل الخانقة التي تجعل النفس غير مرتاحة. لكن اتساع هذا المكان والأجواء المرافقة له تجعلك تشعر بالراحة والسعادة وبأجواء طبيعية ،بعيدا عن الأجواء المصطنعة.
عائلة أخرى قالت إنها أتت من منطقة الكسوة هي وأطفالها رأت أن الناس هنا يمارسون حقهم بالتمتع بالطبيعة بحريتهم وهي فرصة للعب الأطفال بدلا من الشوارع والطرقات، فالمكان واسع مع توفر كل ما نريد من مرافق صحية ونظافة ،ولا نعرف كيف يسرقنا الوقت في مثل هذه المواقف.
بينما آخرون يرون أنها فرصة لتنشيط العلاقات الاجتماعية بين العائلات حيث تتعرف على الأصدقاء ويشير أحدهم إلى فتاة بجانبه ويقول لقد تعرفت على زوجتي من هذا المكان، بالإضافة إلى الفعاليات المختلفة للمعرض سواء الفنية منها والاقتصادية و....التي تفتح أمامك مجالات لم تكن تتوقعها.
وأخيرا شكلت المساحات الخضراء والفعاليات المرافقة للمعرض متنفسا وعشقا مارسناه جميعا منذ العام 1954 وحتى الآن لا نعرف فيه مللا ولا كللا نتصيد لحظة فرح وأملا وبسمة على وجوه الأطفال الذين يقضون فيها سيرانا ممتعا لن ينسوه طوال عمرهم كما لم ننسه نحن ونشتاق إلى كل لحظة قضيناها في رحابه ونحن صغار. فكل عام وسورية ومن أحبها بألف خير ولمن حقد عليها القهر والخذلان، فمعرض دمشق يزداد ألقا وحبا كل عام كما هي شام العرب.