فمواسم الإنفاق تجتمع معا و لا مفر منها لكل أسرة سورية ، فما إن تنفسنا الصعداء بعد نفقات العيد حتى دخلنا في خضم مصاريف المؤونة الشتوية الباهظة التكاليف التي نلجأ إليها كتقليد موروث ، و نوع من التدابير الاحترازية لمواجهة غلاء بعض السلع الغذائية في فصل الشتاء ، ثم ننصرف إلى تجهيز التحضيرات المدرسية تأهبا لافتتاح المدارس .
مصاريف لا حصر لها رغم تراجع المستوى المعيشي ، و تدني الدخل و اتساع الفجوة بين راتب شهري هزيل و أسعار ملتهبة، ليتكرر كل عام مسلسل ثلاثي المعاناة ، فيتهرب البعض من تجهيزات المؤونة الشتوية التي لا طاقة لهم على تحمل نفقاتها إلى جانب المصروف اليومي ، فهي تحتاج إلى ميزانية خاصة كبيرة نوعا ما ، و تقديم متطلبات العام الدراسي من ألبسة و حقائب مدرسية و قرطاسية لا غنى عنها أبدا كأولوية من أولويات الأسر .
يحاول الكثيرون الخروج من هذا المأزق بطرق متنوعة ، فيرصد البعض ميزانية خاصة ، من خلال ادخار مسبق أو الاشتراك بجمعية مع المحيطين ، كحل إسعافي يسهم في رأب صدع الميزانية العائلية ، و قد يلجأ البعض للقروض العاجلة بأقساط بسيطة بغية تلبية متطلبات تتراكم في نهاية الصيف و بداية فصل الشتاء.
و ضمن العروض المخفضة يجد الكثيرون ضالتهم ، و يخففون من المبالغ المدفوعة في وجهات تسوق باهظة ، فالحكمة في إدارة النفقات الطارئة و التعقل في الاختيار من حيث الجودة و النوعية ، يمكن أن نعبر هذه الفترة المزدحمة بالنفقات بأقل الخسائر .