وبحسب النقابة فإن المواطنين يرفضون دفع ضريبة تصل إلى 1400 ليرة سورية عن كل غرام مدموغ من الذهب في الوقت الذي يمكنهم فيه شراء الذهب المستعمل غير المثقل بضريبة الدمغة ما يفتح الباب واسعاً أمام مشكلات لا حصر لها سواء كانت من جهة بعض باعة الذهب في التلاعب بالذهب من حيث العيار والوزن ودرجة النقاء أو من جهة المواطن في شكواه على الصائغ وما يستتبع ذلك من عقوبات وغرامات مالية كبيرة حتى لو كان المواطن هو من يتلاعب ويستهدف البائع أو الصائغ على حد سواء.
نقابة الصاغة أبدت تخوفها من عقابيل الوضع القائم لجهة ما يترتب على الورشات من تكاليف مادية تدفعها في وقت لا تعمل فيه بأي كميات من الذهب، موضحة أن كل الورشات تتحمل نفقات المهنيين وخبراء المهنة وأجرة مقرات الورشات والكهرباء وسواها من النفقات الإضافية في وقت لا تحقق فيه أي أرباح في الوقت الحالي وإنما تنفق الورشات دون دخل، الأمر الذي يخلق الكثير من الهواجس حول مستقبل المهنة وليس واقعها فقط، لجهة إبداء بعض الصاغة رغبتهم بمغادرة المهنة نهائياً على الرغم من كل ما بذلته النقابة (والكلام لمصادر النقابة) من جهود لإعادة توطين واستقطاب الكفاءات التي غادرت البلاد في فترة الأزمة.
نقابة الصاغة ذكّرت ببعض ما قامت به خلال الأزمة من الحفاظ على مخزون الذهب في البلاد وإصدار الليرة الذهبية السورية لأول مرة في تاريخ سورية بدلاً عن الليرة الذهبية الرشادية غير المرغوب فيها ناهيك عن مؤازرة الليرة في حربها ضد الدولار وسعر صرفه الأسود، متمنية على المالية تذكر كل وقفات الصاغة مع وطنهم واعتبار كل هذه النواحي عاملاً مساعداً على التوصل لاتفاق مناسب للصاغة على اعتبار المبلغ الحالي الذي تطلبه المالية غير منطقي (من وجهة نظر الصاغة) ولا يمكن للصاغة دفعه، مطالبين المالية بمساواتهم بكل الفعاليات الاقتصادية التي أوجدت المالية لها الحلول المناسبة لأوضاعها.
وبالنسبة لأسعار الذهب على المستوى العالمي أوضح نقيب الصاغة غسان جزماتي أن الأونصة ارتفعت مساء يوم الخميس في البورصات العالمية إلى 1552 دولاراً لتعاود بعدها الانخفاض إلى 1520 دولاراً وبالرغم من ذلك فان هذا السعر يبقى مرتفعاً قياساً بسعرها مطلع الأسبوع الماضي، أما على المستوى المحلي أوضح جزماتي أن أخبار عديدة تداولتها منصات التواصل الاجتماعي حول تسجيل غرام الذهب 27 ألف ليرة مؤكداً أن السعر ارتفاع لكنه لم يبلغ هذا المستوى، مبيناً أن السعر الأعلى في تاريخ سورية سجل يوم أمس السبت حيث وصل سعر الغرم إلى 26800 ليرة، لافتاً إلى أن السعر مرشح إلى الارتفاع طالما بقيت مسبباته قائمة، مشيراً في الوقت نفسه أن واقع الحال في السوق يؤكد أن ارتفاع الذهب أو انخفاضه لم يعد ذو بال بالنسبة للمواطن الذي بات يعزف عن شراء الذهب بسبب مشكلة الدمغة.
كما بيّن أن غرام الذهب من عيار 18 قيراطاً قد سجل سعر 22971 ليرة في حين بلغ سعر الليرة الذهبية السورية 220 ألف ليرة والأونصة الذهبية السورية 967 ألف ليرة، والليرة الذهبية الانكليزية من عيار 22 قيراطاً 235 ألف ليرة في حين بلغ سعر الليرة الذهبية الانكليزية من عيار 21 قيراطاً 220 ألف ليرة سورية.