ففي واجهة المعرض مباشرة بعد بوابته الرئيسة تجتمع أعلام 38 دولة في سماء دمشق.. مشهد يعيد الذاكرة إلى سنوات ما قبل الحرب حيث كانت العاصمة قبلة الكثير من الدول العربية والأجنبية ورجال الأعمال والشركات الاستثمارية.. ويزيد المشهد قوة تزامنه مع الانتصارات التي حققها أبطال الجيش العربي السوري في ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.
على الزاوية اليسارية لمدخل مدينة المعارض تشتد حركة الصحفيين والمصورين من المركز الاعلامي الداخلين والخارجين والقادمين من وكالة الانباء العربية السورية «سانا» والقنوات التلفزيونية والصحف والمواقع الالكترونية والاذاعات حاملين كاميراتهم ومنتشرين بين الزوار يلتقطون فرحهم وضحكاتهم وحركاتهم الممتلئة بأرجاء المدينة وبعضهم الآخر منتشر ضمن أجنحة المعرض يغطون فعاليات وعروض ومنتجات الشركات المشاركة.
وعلي الطرف المقابل يزخر مركز الأعمال بحركة مشابهة لرجال أعمال وسفراء وممثلين دبلوماسيين عرب وأجانب لا يخفى على أحد أنهم سيكونون سفراء لنقل الحياة والنصر الذي تشهده دمشق على مختلف المستويات وهم بشكل مباشر أو غير مباشر يسهمون مع الإعلاميين العرب والاجانب القادمين إلى المعرض ومشاركي الاجنحة الاجنبية بنقل حكايا عظيمة من سورية إلى بلدانهم.
حركة الصغار والكبار.. نساء ورجال وأطفال تتجاوز أعمدة أعلام الدول متجهين نحو الجناح الأكبر جناح الجمهورية العربية السورية الذي يتصدر المدينة حاضناً بداخله حجرة يتدفق تحتها الماء وتحيط بها مداخل أربعة أبنية كبيرة تضم أجنحة الوزارات والمؤسسات الحكومية بمختلف القطاعات والتي تقدم أنجح وأجمل منتجاتها ومشاريعها المحلية التي أثبتت قدرة السوري على الانتاج والعمل مهما حلت به الظروف والصعوبات.
يمين ويسار الجناح السوري وحتى نهاية مدينة المعارض تتوزع أجنحة شركات القطاع الخاص ومحلات البيع المتنقلة التي وجدت فرصتها للعمل ضمن معرض مهم كمعرض دمشق الدولي الذي يحتضن أعدادا كبيرة من الزوار كل عام ومعارض السيارات وشركات الاتصالات والتكنولوجيا التي تعج بالشبان والشابات من محبي التقنيات الحديثة.
ضحكات وأصوات فرح مرتفعة تملا أجواء المكان على الاطراف الجانبية لمدينة المعارض حيث تتوضع فسحة ألعاب للأطفال وأخرى لمسارح صغيرة متفرقة تمتلئ بالفرق العارضة للأغاني والرقصات المتنوعة لإسعاد الجمهور بالإضافة إلى مسرح المعرض الكبير الذي يحتضن مساء آلاف الزوار الذين يشعلون المسرح بترديدهم أغاني المطربين السوريين والعرب الذين يستضيفهم المعرض في كل دورة.
وفي آخر المدينة تكتمل الصورة بسوق البيع ومعروضات التحف اليدوية والصناعات الفخارية والمساحة المخصصة للخيول يجتمع عندها الكثير من الاطفال والشباب يلتقطون الصور ويغنون ويمرحون حولها وحول نوافير المياه الراقصة.
عندما تتدرج في مدينة المعارض هذه الأيام تشعر وكأنك في مجتمع مصغر عن سورية بكل مكوناته وقطاعاته وشرائحه واختصاصاته ولا سيما عند رؤية الكثير من أبطال وجرحى الجيش العربي السوري ممن أتوا لزيارة المعرض.. مجتمع ينبض بالفرح رغم سنوات الألم التي مرت بها.. مجتمع يصر في كل ابتسامة على أن يرسل ملايين الرسائل من الأمل والتفاؤل والصمود.. مجتمع يحتضن الجميع من الداخل والخارج.
ويبقى صوت فيروز الممتلئ في الاجواء يشحذ ذاكرة جميع الزوار بصور المعرض على مر الأعوام.. وتبقى الإرادة السورية على متابعة الحياة والإنتاج والفرح فوق جميع المواقف السياسية والاقتصادية وتجبر مجددا العالم على تغطية حكايا النصر المتتالية من دمشق إلى كل مكان.