يصبح المشهد في مدينة عدن هو الأكثر تشابكاً وتشعّباً حالياً، حيث تستغل مشيخات الخليج المنغمسة في الحرب الوحشية على اليمنيين وجود المجموعات الإرهابية المترعرعة على أيديهم والمدعومة من قبلهم لتوجيه ضربات عشوائية على المدنيين اليمنيين تحت ذريعة استهداف تلك الجماعات الإرهابية واتخاذ تلك الضربات غطاء يخفي خلفه الاقتتال المستمر بين الفصائل المدعومة من الإمارات وما يسمى بـ «الشرعية» المزعومة المدعومة من آل سعود والتي أدّت إلى قتل ما يزيد على 300 مرتزق من الطرفين، في الوقت الذي حثّت فيه منظمة حقوقية أوروبية مجلس الأمن على التدخل العاجل لحماية المدنيين اليمنيين من عمليات القصف التي تنفّذها طائرات حربية إماراتية على عدن وأبين جنوبي اليمن.
وقال بيان أصدره المرصد «الأورومتوسطي» لحقوق الإنسان غير حكومي مقره جنيف إن هناك «عمليات انتقامية صادمة ومروعة ترقى إلى جريمة حرب»وأوضح المرصد الحقوقي في البيان ذاته أن «قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً تستهدف في حملات الاعتقال عسكريين ومدنيين يمنيين مشيراً إلى أن هناك تصاعداً في عمليات الاعتقالات لمدنيين في مختلف أحياء عدن وصلت خلال الساعات الماضية إلى 400 يمني.
وانتقد المرصد الدولي التهاون المخيف من جانب المجتمع الدولي إزاء الحرب الوحشية في اليمن منذ 5 أعوام كما طالب الأمم المتحدة بضرورة اتخاذ خطوات ومواقف جدية تجاه عمليات القتل وتوقيف المتورطين فيها واتخاذ المقتضى القانوني بحقهم، في الوقت الذي حاولت فيه الإمارات تبرير أفعالها من خلال بيان أصدرته وزارة خارجيتها بأنها قامت بشنّ ضربات جوية جنوبي اليمن تحت ذريعة استهدافها مجموعات مسلحة في مطار عدن.
وتتصاعد المطالبات اليمنية لوقف العدوان الذي راح ضحيته المئات من اليمنيين مؤكدة أن استمرار تزويد الإمارات لما يسمى «المجلس الانتقالي» بالأسلحة الثقيلة يعدّ إصراراً على تقويض ما تسميه لمساعي الحل السلمي ووقف إطلاق النار.
ويتساءل اليمنيون عن توقيت العمليات الإرهابية التي شهدتها عدن وإعلان تنظيم «داعش» الإرهابي عن عملياته الإرهابية الذي يضع أكثر من علامة استفهام حول الجهة التي تقف خلفها والطرف المستفيد، منوهين بأن من يتحمّل مسؤولية تنامي الأعمال الإرهابية في المحافظات الجنوبية هو من يعرقل الاتفاق ويتسبّب بمزيد من القتل والإجرام مستهدفاً الأطفال والنساء في عدن.
على المعقل الآخر تصاعدت عمليات الردع التي تنفذها قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية بمختلف أقسامها وتشكيلاتها ضد قوى العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقتهم قلبت الطاولة وخلطت أوراقه وأصابته في مقتل في رسالة واضحة مثلت إصرار الجيش واللجان الشعبية على المضي قدماً في ردع العدوان بكل الطرق المتاحة.
حيث كشف المتحدث الرسمي للجيش اليمني في مؤتمر صحفي عن منظومتي دفاع جوي ( فاطر1 ، ثاقب1) مؤكداً أن هناك ثلاث منظومات جديدة سيتم الكشف عنها لاحقاً مشيراً إلى أن منظومات الدفاع الجوي اليمني فرضت على قوى العدوان معادلات جديدة وأجبرتها على التعامل بحذر واتخاذ إجراءات معينة عند تنفيذها لأعمال عدوانية وما يحدث من اقتتال بين الفصائل المدعومة إماراتياً والفصائل المدعومة من النظام السعودي إنما مؤشر على تخبّط منظومة العدوان وتكسّر مخططاتها أمام المقاومة اليمنية.
في السياق ذاته أفاد مصدر عسكري يمني أن الجيش اليمني واللجان الشعبية استهدف مواقع مرتزقة العدوان السعودي في مجازة الشرقية مؤكداً مقتل وإصابة عدد كبير من المرتزقة خلال الهجوم.