وبين عدد من الفلاحين في مناطق الإنتاج في داعل ونوى وطفس وإنخل أنه في كل عام نقوم بزراعة البندورة ويكون انتشار هذه الحشرة قليل نسبياً ولكن في هذا الموسم زادت نسبة الإصابة بمثل هذه الآفة الخطيرة التي تسببت لنا بالخسائر، وقال بعض المزارعين إنه منذ بدايات نضوج المحصول لاحظنا وجود تخرشات في الأوراق والثمار مع وجود دودة صغيرة جداً داخلها وبعد الفحوصات والاختبارات تبين إصابة البندورة بآفة حافرة أوراق البندورة الخطيرة وتسمى حافرة الانفاق الكولمبية (توتا ابسلوتا) حسب اسمها العلمي.
المزارع نعيم مرعي حدثنا عن حجم الضرر الذي تعرض له محصوله فقال: أنا أملك حوالي /25/ دونماً مزروعة بمحصول البندورة وكنت أعتمد في دخلي على هذا الحقل ولكن بعد إصابة المحصول بهذه الآفة بدأت أبحث عن علاج لها وإن تكلفة المكافحة عالية وأسعار المبيدات مرتفعة وترهقنا وبالتالي الفلاح الذي ليس لديه رأس مال كبير للمكافحة سيترك المحصول أو يبيع إنتاجه بسعر متدني للمعامل.
بينما أكد المزارع كمال فؤاد أن هذه الآفة الحشرية دخيلة علينا وليست مستوطنة ونحن نعمل بالتعاون مديرية الزراعة لمكافحتها والسيطرة عليها كي لا تقضي على مستقبل زراعة البندورة بدرعا.
وذكر ماجد عبدالله أن نسبة الإصابة بهذه الحشرة ملحوظة بشكل جيد.. مطالباً بضرورة توفير الأدوية اللازمة والمتخصصة للمكافحة وبأسعار مناسبة للفلاحين.
أما المهندس حسن الصمادي رئيس دائرة وقاية النبات في مديرية زراعة درعا قال: تعتبر آفة حافرة أوراق البندورة الكولومبية آفة خطيرة جداً، وتصيب هذه الآفة الأوراق والثمار والتويجات فتؤدي لجفاف الأوراق ويباسها بسرعة كبيرة وتسبب دخول الممرضات للثمار وتعفنها وعدم صلاحيتها للتسويق والشيء الملاحظ الآن أن هناك تراجعاً في الإصابة ويعود ذلك لنشاط المزارعين في العناية بالمحصول والمكافحة واستخدام مادة الكبريت الزراعي بالتعفير والمبيدات المتخصصة للقضاء على هذه الحشرة وننصح الفلاحين بإزالة الأجزاء المصابة من النبات وإزالة الأعشاب الضارة وحراثة الأرض مباشرة بعد الانتهاء من المحصول.
وبين الصمادي أنه بعد فقس البيض تخترق اليرقات ثمار البندورة والأوراق والساق حيث تتطور عليها وتنمو محدثة بذلك حفراً وأنفاقاً واضحة فيها ويمكن للثمار أن تصاب بعد العقد وتشكلها ويمكن للفتحات المحفورة ضمنها أن تصاب بالأمراض النباتية الثانوية مسببة العفن والتحلل وغيرها على الأوراق وتتغذى اليرقات فقط تاركة البشرة سليمة، والحفر الموجود في الساق يؤخر النمو ويمكن أن تصاب نباتات البندورة في أي طور من أطوار نموها ومن السهل العثور على الآفة لأنها تفضل عادة الأوراق والبراعم القمية والأزهار والثمار الحديثة حيث نجد عليها مخلفات سوداء هي عبارة عن براز الحشرة، التي لها قدرة تكاثرية عالية في طور السكون، واليرقة لا تدخل فترة السكون طالما أن الغذاء متوافر والحرارة والإضاءة مناسبين لها وفي العام الواحد يتكون /12/ جيلاً في الظروف المناسبة و/10/ أجيال في الظروف الأقل ملائمة.
واشار إلى أن دورة الحياة تكتمل خلال 29 - 38 يوماً حسب الظروف المناخية الموجودة فيها، وأن الفراشات (الحشرة الكاملة) تنشط ليلاً وتختبئ نهاراً في الأماكن المظلمة والمحمية خاصة بين الأوراق، طول حياة الحشرة الكاملة الأنثى 10 - 15 يوماً والذكر 6 - 7 أيام وتنشط الفراشة في درجات الحرارة الأعلى من /7/ م حيث تضع الأنثى البيض على المجموع الخضري للنبات العائل ويبلغ عدد البيض من 50 - 260 بيضة.
ويكون شكل الأوراق المصابة بيضوية إلى اسطوانية كريمية اللون مبيضة إلى صفراء، يوضع البيض عادة على السطح السفلي للأوراق ويفقس البيض بعد 4 - 5 أيام من وضعها، ومن ثم تتطور الى يرقة ولها أربعة أطوار في دورة حياتها.
وتعتبر المبيدات التقليدية غير فعالة في مكافحة الحشرة والمبيدات العالمية المنصوح بها قليلة جداً، فللحشرة عدة أجيال في الموسم الواحد قد يصل إلى /12/ جيلاً في العام وبالتالي فإن استخدام أي مبيد أكثر من مرة سوف يؤدي إلى ظهور سلالة مقاومة لهذا المبيد، وإن التقليل من استخدام المبيدات التقليدية واستخدام منظمات النمو سوف يشجع ظهور الأعداء الحيوية المحلية.