بهذه الكلمات أفتتح الأديب محمد بري العواني الندوة في مقر فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب.
فبدأ الندوة رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب عبد الرحمن بيطار قائلاً: «إن مسيرة الاتحاد مسيرة فكر وإبداع في مجالات عديدة تحت عناوين البحوث والدراسات في المجالات النظرية كالتاريخ والأدب والشعر ليس للكتاب من أبنائها فقط, بل لكل كاتب من الكتاب العرب من أبناء الدول المجتمعة في الجامعة العربية، وأيضاً العرب المغتربين في الدول الأجنبية، حيث يتضمن دستور الاتحاد أذا كان الكاتب من أصول عربية ويكتب النص بالعربي يمكنه الانتساب إلى اتحاد الكتاب العرب..».
فتناول في كلمته تأسيس الاتحاد ومقره وفروعه والتعديلات التي طرأت عليه،
وتحدث عن الأشخاص الفاعلين في تأسيس الاتحاد العام للكتاب العرب حيث كان من مؤسسيه الثلاثين كاتبان من حمص هما «ممدوح سكاف ونصوح الفاخوري» وتناول أهداف الاتحاد ونشاطاته.
ضمت مشاركة الأديب راتب الحلاق قراءة في أهداف اتحاد الكتاب العرب قال فيها: «وضعَ الاتحاد مجموعة من الأهداف العامة, كانت حينها قمة ما يسعى إليه الكتاب والمثقفون وبقيت هذه الأهداف هي المعيار التي يتم من خلالها تقويم الفعاليات والأنشطة والمنشورات ويرفض أي عمل يقول القارئ أنه خالف المعايير، فكانت السبب في رفض العديد من الأعمال ولا يوجد جهة تعيد النظر بالعمل...»
وأكد على أهداف الاتحاد التي تؤكد الفكر المقاوم وضرورة إقامة علاقات صداقة وتعاون مع المنظمات المشابهة في الأقطار المجاورة, وإن من أهداف الاتحاد أمور تتعلق بالحالة الشخصية للكاتب كتأمين نشر نتاجه الأدبي ومسكن ومحاولة جعل الكتابة مهنة وهذه الأمور منها ما تحقق ومنها ما بقي حلماً...
أما المسرحي الكبير فرحان بلبل فقال: «عندما سمعت عن انشاء اتحاد الكتاب العرب بعد عدة أشهر من إشهاره قدمت طلب انتساب، فكانت الشروط سهلة في ذلك الوقت عبارة عن كتاب أو عدة مقالات نشرت في الصحف والمجلات وبعد فترة يخبروك بقبولك أو عدم قبولك، وبعد عدة سنوات كان يقول لنا الكتاب الذين يريدون الانتساب أنتم محظوظون لأنكم قطفتم الثمرة فلم تمتحنوا كما امتحنا نحن، حيث يمرُّ الطلب بعدة مراحل وربما نقابل بالرفض، ولم يكن النشر في الصحف متاحاً فهي محدود العدد والصفحات,حيث كانت تنهال المقالات عليها كونها الوسيلة شبه الوحيدة المتاحة..»
وتحدث عن إجراءات القبول القديمة في الاتحاد هي أصعب مما هي عليه الآن....
أما رئيس جمعية الشعر لعدة سنوات محمد الفهد فقال خلال مشاركته: « وأنا أشارك زملائي بأن على الاتحاد إعادة النظر بمؤسساته, بأن لايكون فيها أبواب مغلقة بوجه الكتاب مع ضرورة احترامهم، وسأتناول موضوع العولمة وما صاحبها من آليات انتاج معرفي جديد كان لها جانب إيجابي تجلى في تكنولوجيا صناعة المعرفة وعمليات انتاجه وهو بالمقابل لا يخفي الجانب السلبي ويتصل بما تفرضه العولمة من نمط ثقافي واحد هو النمط التي تنتجه وتروج له القوى الكبرى التي انتجت العولمة وشاعتها وفرضتها، وتتولى حمايتها...»
وأشار إلى الثقافة الوطنية التي تنطلق من كل قطر بلا حواجز ولاقيود ويستقبلها كل قطر بلا تحيز مسبق ولا تعصب مركزي.
واختتمت الندوة بقصيدة مميزة من قصائد الشاعر الكبير عبد الكريم الناعم سنقتطف جزء منها:
ماذَا أنا الآنَ والأحلامُ غارِبةٌ
قَوْسٌ على لَحْنِهِ الفضيِّ يَنْكَسِرُ
نايٌ تَدَفَّقَ في آياتِهِ شَجَناً
أقامَ فيه إلى أَنْ حَنَّتِ السُّوَرُ
أَسْتَرْجِعُ الآنَ ما قَدْ مَرَّ وَالَهَفَا
فَيُدْخِلُ الجُرْحَ في آلاَمِهِ الخَدَرُ
لولَا العِنايَةُ في نِسيانِ ما آزْدَحَمَتْ
ما كانَ في سُوقِها يُسْتَسْهَلُ الوَعِرُ
لو كانَ للنّهرِ في مجراهُ ذاكِرَةٌ
مَا تَدَفَّقَ في أمدائِهِ النَّهَرُ
وتميزت الندوة بحضور نخبة من مثقفي حمص.