تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دراسات.. محمود السيد في قضايا راهنة للغة العربية.. يقرع جرس الانذار.. فهل من يسمع؟

ثقافة
الثلاثاء 5-7-2016
ديب علي حسن

واحد من اعلام الفكر واللغة والادب والتربية والتعليم، وعالم من علماء اللغة، ونائب رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق اقدم المجامع واشهرها ورئيس لجنة التمكين للغة العربية، محمود السيد يقرع جرس الانذار و وقد فعل ذلك مرات ومرات، ومعه الكثيرون من سدنة اللغة العربية،

ممن نذروا العمر في محرابها، فعل وفعلوا ذلك مرات ومرات، لم يتركوا مناسبة إلا ودقوا ناقوس الخطر, نبهوا، حذروا، كتبوا عملوا، شخصوا الداء والدواء لكن القرار يبقى في مكان آخر يحتاج قرارا مختلفا لايحتمل التأجيل ابدا، ولكنه لمّا يأت بعد، وفي كل تأخير ضرر كبير قد يصعب على الطبيب المعالج ان يفعل شيئا نحوه.‏

قضايا راهنة للغة العربية، كتاب جديد للاستاذ الدكتور محمود السيد، صدر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب بدمشق، في هذا الكتاب يقف الدكتور السيد عند مجموعة قضايا بعضها قديم، وآخر حديث نشأ عن تطور التقنيات ووسائل الاتصال، وهنا نعني ما اطلق عليه الدكتور السيد اسم: العربيزي، ومن ثم معالجة النقص في مساحة المحتوى الرقمي العربي على الشابكة (الانترنت) ويشير الى قضية اخرى تتمثل في القصور في استخدام وسائل التقانة في العملية التعليمية مع اننا نحيا في ظلال عصر العلوم والتقانة (التكنولوجيا) وهذا ما يجعل تباينا بين تعليم اللغات الاجنبية لابنائها وغيرهم بالاساليب الشائقة والجذابة وتعليم اللغة العربية إن لابنائها وإن لغيرهم بالاساليب التقليدية الجافة.‏

العربيزية‏

الكتاب رحلة بحثية في هذه القضايا اللغوية المهمة، ومن الصعوبة بمكان ان نقدم ملخصا عن كل فصل وباب من ابوابه، ولكننا سنحاول الاشارة الى ما جاء في الفصل الثالث من الكتاب تحت عنوان: العربيزي ظاهرة خطرة على لغتنا العربية، ويستغرق هذا الفصل من الصفحة 65 الى 99، وفيه يقدم الدكتور السيد تعريفا للظاهرة هذه، اذ يقول: العربيزية او الارابيش مفهوما هي: كلمة منحوتة من كلمتي انكليزي وعربي، وثمة من اطلق عليها اسم (الفرانكو اراب) وهناك من وصفها باللغة الفيسبوكية، وهي لغة غير رسمية ظهرت منذ عدة سنوات، يستخدمها الشباب والشابات في الكتابة عبر الدردشة على مواقع الشابكة (الانترنت) او وسائل مواقع التواصل الاجتماعي و وتختلط فيها الاحرف اللاتينية بالارقام، وهي لغة هجينة بين اللغة العربية واللغة الانجليزية وغير محدودة القواعد.‏

وحسب الدكتور السيد فقد اطلقت الموسوعة الحرة عليها مسمى الفرانكو آرابيك وعرفت انها ابجدية مستحدثة غير رسمية، ظهرت منذ بضع سنوات وتستخدم هذه الابجديةو على نطاق واسع بين الشباب في الكتابة عبر الدردشة على الشابكة في المنطقة العربية، وتنطق مثل العربيةتماما, إلا ان الحروف المستخدمة في الكتابة هي الحروف والارقام اللاتينية بطريقة تشبه ي, وتعد الاوسع انتشارا في الكتابة على الشابكة او عبر رسائل المحمول، وقد يكون النص عربيا مكتوبا بابجدية واشكال ورسوم وعلامات ترقيم، وقد يتضمن مزيجا لغويا من العامية والفصيحة والانجليزية.‏

وتكتب العربية واللهجة العامية بحروف اللغة الانجليزية وباستخدام بعض ارقامها حروفا، اذ تستبدل ارقام مكان بعض الاحرف في اللغة العربية التي لايوجد لها مقابل في الاجنبية، فالرقم (2) مقابل الهمزة، والرقم (7) مقابل حرف الحاء، وقس على ذلك.‏

ويشير السيد الى ان البعض يطلق على هذه اللغة الكرشنة وهي كتابة جمل لغة ما باحرف لابجدية اخرى لتسهيل الكتابة على لوحة مفاتيح لاتينية، واصل الكلمة هو من كلمة كرشوني وهي الكتابة العربية باحرف سريانية، والتي اشتهرت في القرن السابع الميلادي على نطاق واسع، وقد كانت اولى بدايات كتابة العربية بابجدية لغة اخرى.‏

والكرشنة اصطلاحا هي لغة تواصل شبابية تعتمد على الدمج بين اللهجة العامية والحروف اللاتينية والارقام للتعبير عن جمل عربية، وبدأت لغة الكرشنة الحديثة من خلال المحادثات الالكترونية عبر الشابكة (الانترنت) والهاتف المحمول، وانتقلت الى الاستعمال التجاري والدعاية الاعلامية عبر رسائل مع تعزيز الجملة ببعض الرسوم والاعتماد على الاختزال فمثلا عبارة (انا حزين) نجدها بلغة الكرشنة (anahazin).‏

وهذه اللغة كما يرى الدكتور السيد ليس لها اي قواعد، وهي تشهد يوميا تعبيرات واختصارات جديدة، ولم يعد استخدامها مقتصرا على مواقع التواصل الاجتماعي، بل شقت طريقها الى النظام التعليمي حتى ان بعض التلاميذ استخدموا الحرف اللاتيني في موضوعاتهم الانشائية في بعض المدارس اللبنانية.‏

وبعد مناقشة الظاهرة وتحليل اسباب ظهورها يصل الدكتور السيد الى تقديم توصيات ومقترحات للحد من هذه الظاهرة الخطرة جدا،من هذه المقترحات او التوصيات:‏

1- وضع سياسة لغوية في كل قطر عربي تحدد السبل الكفيلة بالارتقاء بالواقع اللغوي.‏

2- اصدار تشريعات وقوانين لحماية اللغة العربية والحؤول دون استخدام للهجات العامية والهجين اللغوي في البرامج الثقافية والاعلامية.‏

3- سن قوانين تلزم مخاطبة المستهلك باللغة العربية.‏

4- تكثيف البرامج الرامية الى التوعية اللغوية بالدور القومي للغة.‏

5- تعزيز المحتوى الرقمي على الشابكة اي المحتوى النصي والسمعي والبصري وتقوية المرجعية الرقمية والعلمية للغة العربية.‏

6- تحديث المنطومة التربوية بتطوير المناهج لتواكب عصر الحداثة.‏

7- التركيز على دور وسائل الاعلام في الالتزام بالعربية الفصيحة السهلة والميسرة.‏

8- التركيز على اهمية استحداث تصاميم لخطوط طباعية عربية رقمية تخلو من العيوب الوظيفية والجمالية بغية توفير قدر اكبر من التنوع الوظيفي والجمالي.‏

ولابد من الاشارة الى الفصل المهم جدا في الكتاب ألا وهو: الاستثمار في اللغة العربية، ثروة قومية في عالم المعرفة، وهذا يحتاج وقفة اخرى لعرض ما جاء في هذا المهم.‏

لقد دق ناقوس الخطر، ونبه وشخص الداء والدواء،وبقي على اصحاب القرار التنفيذي ان يفعلوا شيئا ما، وما اشد حاجتنا الى سياسة لغوية ملزمة تخرج من الورق الى حيز التنفيذ والفعل، سياسة ترسم خطوات للارتقاء باللغة العربية لا تعقيدها، يشرف عليها من قضى العمر في محرابها.‏

d.hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية