تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


آخر رغبات أوباما رئيساً !!

متابعات سياسية
الثلاثاء 5-7-2016
بقلم: عبد الرحمن غنيم

منذ بعض الوقت , قال الرئيس الأميركي أوباما , إن بين الأشياء التي يريد تحقيقها قبل انتهاء ولايته أمريين : أولهما إغلاق معتقل غوانتانامو , وثانيهما الحصول على ترخيص من الكونغرس باستخدام القوة العسكرية ضد داعش !!.

من حقنا – بطبيعة الحال – أن نفهم ما الذي يعنيه أوباما بإغلاق معتقل غوانتانامو . ولنتذكر أولاً أنه تاجر كثيراً بهذا الشعار خلال حملتيه الانتخابيتين وفترتي رئاسته دون أن ينفذه عملياً , ولا يبدو أنه سيقوم بتنفيذه قبل انتهاء فترة رئاسته االثانية والأخيرة , وكأنّ هناك قوىً أكبر منه في أمريكا تحول دون تحقيق رغبته هذه , أو كأن هذه الرغبة هي مجرد ادّعاء لا صدقية وراءه . ولنتذكر ثانياً أن معتقل غوانتانامو هو بشكل طبيعي يقف على طريق التصفية كمعتقل , لكنّ هذا المعتقل بات يتخذ غطاءً لتدريب عتاة الإرهابيين وتحويلهم من إرهابيين عاديين الى قادة للعصابات الإرهابية كما أثبتت التجربة العملية . فكم من زعيم للعصابات الإرهابية اليوم هو من خريجي غوانتانامو ؟. وما يحدث في هذه الأيام أن معسكرات تدريب الإرهابيين قد تعددت , وباتت تتواجد في العديد من البلدان . وبات المدربون الأمريكيون متواجدين في هذه المعسكرات المتعددة . وعليه , فإن معتقل أو معسكر غوانتانامو لم يعد ضرورياً بعد أن توفرت البدائل . وبوسعنا أن نتوقع بأن الأمريكي يرسل زبائنه من غوانتانامو الى تلك المعسكرات العديدة لتدريب الإرهابيين ليقوموا بالأدوار التي رسمتها لهم المخابرات المركزية الأمريكية ودربتهم عليها . وبالتالي يمكن القول إن غوانتانامو بات بمثابة المشروع الذي تفرعت عنه مشاريع , وهو الذي يفرز الموكلين بإدارة الإرهاب من بين خريجيه . ولهذا لم نسمع منذ زمن ولن نسمع عن تسليم أحد من معتقلي غوانتانامو الى دولته التي يحمل جنسيتها . فمن يطلق سراحه منهم ينتقل بشكل مباشر الى حيث يمكن أن ينفذ الدور المطلوب منه في إدارة الإرهاب . وبهذا المعنى فإن رغبة أوباما في إغلاق غوانتانامو هي رغبته في أن يرى خريجي غوانتانامو يديرون معسكرات التدريب البديلة التي هيّئت للإرهابيين في بلدان عديدة .‏

ولندع غوانتانامو لنقف عند رغبة أوباما الثانية .‏

إنه يريد ترخيصاً من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم داعش !!.‏

لنلاحظ أولاً أن أوباما اختصر الإرهاب في داعش !.‏

ولنلاحظ ثانياً أن تواجد داعش بشكل أساسي هو في سورية والعراق .‏

ولنلاحظ ثالثاً أن ثمة اتفاقية أمنية بين أميركا والعراق تجعل أوباما في حل من الحاجة الى ترخيص من الكونغرس إذا أراد استخدام القوة العسكرية ضد داعش في العراق . ومعنى ذلك أنه يريد ترخيصاً يتعلق بسورية حصراً .‏

ولنلاحظ رابعاً أن أمريكا تستخدم قواتها الجوية ضد داعش أو تزعم استخدامها ضده سواء في سورية أو العراق . ومعنى ذلك أنه يريد ترخيصاً باستخدام القوات البرية . ولا نظن أن استخدام القوة العسكرية يحتاج الى تجزئة الرخصة من الكونغرس والتمييز بين قوات برية وجوية وبحرية . ولكن كلام أوباما عن هذه الحاجة يدل على تعديل في سياسته طرأ أخيراً , وأنه يريد لهذا التعديل تبريراً .‏

إذن , فإن أوباما وهو يعلن عن هذه الرغبة كان يلفّ ويدور ويسعى من أجل تحقيق تواجد أميركي برّي مسلح في جزء من الأراضي السورية بذريعة محاربة داعش . وهذا ما ذهب إليه ومعه الفرنسيون والألمان والانجليز حين زجوا بقوات خاصة لمساعدة « قسد » في منبج , أو بذريعة مساعدتها في منبج . وبالتأكيد أنهم ما كانوا ليتخذوا مثل هذه الخطوة لو لم يجر التواطؤ بينهم على اتخاذها . ولعل هذه الخطوة هي بند من بنود ما أسميت بالخطة البديلة ب , والتي كشف النقاب عن وجودها في لحظة الإعلان عن اتفاق التهدئة في سورية .‏

لقد سعى أوباما وراء هذا الهدف التكتيكي ذي البعد الاستراتيجي الواضح في مسار الصراع في الوقت الذي أخذت فيه داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية تتهاوى . فهل هو يرمي من وراء ذلك الى القضاء على داعش كما يزعم ؟ أم يسعى الى أمور أخرى ؟ وماذا يمكن أن تكون هذه الأمور؟ .‏

في تقديرنا أن أوباما , وبعد أن فوجئ بالدور الروسي الفعال في محاربة الإرهاب الى جانب الجيش السوري وحلفائه , وما أدى اليه من نتائج, سعى الى ما يلي :‏

أولاً – تثبيت أقدام داعش وشقيقاتها في بعض المواقع .‏

ثانياً – إيجاد موطئ قدم للقوات الأمريكية على الخريطة السورية تحت ذريعة محاربة داعش , وذلك بعد أن فشلت محاولاته لزج القوات البرية لبعض الدول الإقليمية مثل تركيا والسعودية لأداء هذا الدور .‏

ثالثاً – سحب حجة عملائه الإقليميين في ترددهم بزج قوات برية في سورية بذريعة محاربة داعش , بعد أن راح هؤلاء يرهنون خطوتهم هذه بتواجد القوات الأمريكية وقوات الناتو معهم , فكانت الخطوات العدوانية الناتوية التي نفذت حتى الآن ولو بقوات رمزية . ولعل علينا أن نفهم ما حدث في الأردن مؤخراً من ضربات للجيش الأردني في سياق المخطط الرامي الى إقحام بعض جيوش دول المنطقة للتواج على الجغرافيا السورية .‏

إن غرضية أوباما في استثمار الإرهاب كأداة وذريعة في محاولة أداء الدور المطلوب من واشنطن وعملائها في خدمة الخطط الشيطانية الصهيونية في المنطقة هي أكثر من واضحة . فلو كان أوباما يريد محاربة داعش وشقيقاتها حقاً لاكتفى بالإيعاز الى الأنظمة العميلة له بوقف دعمها للإرهابيين , والكف عن تقديم الخدمات لهم . ولكنه لم يفعل ولن يفعل , وذلك لأنه يريد استثمار الإرهاب بكل صوره وأشكاله في خدمة الشيطان الصهيوني وخططه العدوانية التوسعية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية