وهذا يعني مواصلة دعم الإرهابيين وتسليحهم وفتح الحدود أمامهم كي يواصلوا جرائمهم ضد الشعب والدولة في سورية.
تصريحات أردوغان الأخيرة تطرح تساؤلات عديدة حول مدى جديته بخصوص فتح صفحة جديدة في العلاقات مع موسكو، ومدى اقتناع الأخيرة بالوعود التي قطعها سيئ الذكر بخصوص التعاون معها لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، وهي وعود يتشاطر الجميع صدورها عن مخادع ومراوغ من الدرجة الأولى.
فإقدام نظام أردوغان على إسقاط القاذفة الروسية، كان عملاً عدواناً بامتياز موجهاً ضد المشاركة الروسية في محاربة الارهاب إلى جانب سورية، لاسيما بعد أن أثبتت هذه المشاركة فعاليتها في تقويض مخططات التدخل التركي في سورية، ونجاحها في مساعدة الجيش العربي السوري وحلفائه على إضعاف الإرهابيين التابعين لأردوغان وطردهم من مناطق واسعة عاثوا فيها فساداً وإرهاباً، وبالتالي لم يكن حادث السوخوي مجرد خطأ تنتهي فصوله بتقديم اعتذار أو تعويضات مادية..؟!
لا يغيب عن ذهن موسكو، أن الانقلاب المفاجئ في سلوك أردوغان سببه الخلاف مع واشنطن بخصوص تعاونها مع الأكراد، الأمر الذي جعله يتمرغ عند أقدام الروس للحصول على رضاهم، بعد أن فعلت العقوبات الروسية فعلها المؤثر في الاقتصاد التركي، كما لا يغيب عن ذهنها أيضاً أن تركيا ما زالت تتمرغ عند بوابات الاتحاد الأوروبي وهي مخلب قذر لحلف الناتو المعادي لروسيا والساعي لمحاصرتها، ولذلك ينبغي ألا تتسرع بالانفتاح غير المشروط على نظام يجيد توجيه طعنات الغدر لأصدقائه قبل خصومه.
موسكو معنية باستتابة الدجال أردوغان وإعادته إلى حظيرة الطاعة، ومن المفيد هنا وضعه في اختبار حقيقي لمعرفة نواياه، ولا أقل من ذلك الطلب إليه إغلاق الحدود والكف عن دعم الإرهابيين في سورية، وعندها فقط يكون لاعتذاره معنى..؟!