تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عفاريت داعش وشياطين أميركا

البقعة الساخنة
الثلاثاء 5-7-2016
عزة شتيوي

في قلب السياسات ادانة فكيف اذا كان المنقلب مداناً اساساً بدعم كل دواعش ومتطرفي الأرض لمصلحة فتح الأبواب الشرق اوسطية امام المشاريع الأميركية.

أردوغان غاب ..غاب عن الطاولات الدولية حول سورية حتى ظنناه في بعض لقطات رجالاته في وادي عنتاب قد انضم شخصيا للجماعات المسلحة ولكنه بعد سيل من التطورات , عاد فجأة الى الحياة السياسية مرتديا خفي المصالحة والتطبيع مع روسيا واسرائيل في نفس التوقيت مالفت الأنظار لسر هذه العلاقة بين الاعتذار والتوبة الأردوغانية لاقوى حليف لسورية وهي روسيا وبين اعادة التطبيع مع الد اعداء السوريين وهي اسرائيل.‏

السر في هذا التطبيل للتطبيع لم يخرج عن ثنائي الرئاسة في تركيا رجب طيب اردوغان ورئيس وزرائه لكنه تفشى على خطوط التصريحات لكل منهما فأردوغان اختار ان يصالح روسيا مع الثبات على دعم الارهاب لمصلحة واشنطن واسرائيل بينما ترك مفصله الحكومي يتوجه كيف ماتشتهي سفن المصالح التركية فكان على علي يريديم الخلف الجديد لداود اوغلو ان يضبط الأجواء الدبلوماسية ويرطبها مع الكرملن تحسبا لكل الاحتمالات التي باتت ضيقة في الملف السوري.‏

أردوغان يضع قدميه على سكتين متباعدتين وهما سكة موسكو وسكة واشنطن تجاه الأزمة في سورية وقد يضمن الرئيس التركي ان اللحظات السياسية القادمة هي الأجدر بأن تعطيه الاشارات للقفز الى السكة التي يجدها افضل وفي أي توقيت لذلك يشعب خطوطه مابين البقاء على قيد الموقف من الملف السوري والاستمرار بفتح الحدود للارهاب ومابين الركود على سكة موسكو التي تضمن له على الأقل عدم الغدر الكردي له كما فعلت واشنطن به.‏

في الحديث عن انقلابات في المواقف ثمة شيء يدفعنا للتفاؤل ان الميدان السوري لوى أذرعاً سياسية من واشنطن الى انقرة فاجبرها على تليين مواقفها ولو بشكل اعلامي ولذلك اضطر أردوغان ومن قبله البيت الأبيض لتمرير رسائل التغيير لكن..‏

هناك مايدعو للتأمل ايضا في قلب المواقف فالذي يبدل موقفه بعد أن كان الشريان الأول للارهاب لن يثبت على موقف معين طالما انه قد يعاكس مصالحه ولا اعتقد أن تعافي سورية من رغبات واشنطن أو انقرة حتى هذه اللحظة والا لماذا تراجع التحالف العالمي بقيادة واشنطن في منبج أمام داعش في الوقت ذاته الذي تقدم فيه الجيش العربي السوري خطوات واسعة في حلب والرقة ..‏

هي محاولة لعرقلة التقدم السوري في الميدان باستدعاء الطاولات السياسية فواشنطن ليست حتى الآن جادة في مكافحة الارهاب ومن يقول غير ذلك عليه ان يقتنع اولاً ان داعش الخارج من كهوف التاريخ قد غلب قوى عسكرية كبرى في منبج برية وجوية من أميركا الى فرنسا الى بريطانيا والمانيا مع شياطينها »المعتدلة«..فهل من المعقول ان يغلبهم ذلك الداعش المتخلف الا اذا كان شريكهم وربيب سياسياتهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية